responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تهذيب الاصول - ط جماعة المدرسين المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر؛ تقرير بحث السيد روح الله الخميني    الجزء : 1  صفحة : 248

ان الاعمال الحسنة و الافعال القبيحة فى الدنيا تعطى استعدادا للنفس حقيقة به يقتدر على انشاء صور غيبية بهية من الحور و القصور و كذا فى جانب الاعمال السيئة , ( بل مثل الاعمال , الاخلاق و العقايد و الهوا حبس و الصفات النفسانية ) فان لها لوازم لا تنفك عنها و توجب اقتدارا للنفس على ايجاد لوازمها و آثارها على ما فصل فى كتبهم (( و بالجملة )) فالجزاء هو التمثل الملكوتى عملا و خلقا و اعتقادا و هذا الوجه يطلب من محاله .

و ذهب جماعة اخرى : آخذا بظواهر الايات و الاخبار بانهما من المجعولات كالجزئيات العرفية فى الحكومات السياسية كما هو ظاهر قوله تعالىمن جاء بالحسنة فله عشر امثالها و من جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلهاالى غير ذلك , و هو المرضى عند المحقق النهاوندى على ما حكى عنه مستدلا بانه لولاه لزم التشفى المحال فى حقه تعالى , و ذهب طائفة الى ان الثواب و العقاب بالاستحقاق و ان العبد يستحق من عند ربه جزاء العمل اذا اطاء او عصى , و لا يجوز له تعالى التخلف عنه عقلا فى الطاعة و اما جزاء السيئة فيجوز عنه العفو .

ثم ان ترتب الثواب و العقاب على المسلك الاول امر مستور لنا , اذ لا نعلم ان النفس بالطاعات و المقربات تستعد لانشاء الصور الغيبية و ايجادها , و على فرض العلم بصحته اجمالا فالعلم بخصوصياتها و تناسب الافعال و صورها الغيبية مما لا يمكن لامثالنا نعم لا شبهة ان للاتيان بالاعمال الصالحة لاجل الله تعالى تأثيرا فى صفاء النفس و تحكيما لملكة الانقياد و الطاعة و لها بحسب مراتب النيات و خلوصها تأثيرات فى العوالم الغيبية , و كذا الحال فى اتيان مقدماتها و تهيئة مباديها بل كل من المقدمة و ذيها اذا اتاهما لاجله تعالى , يوجب صفاء النفس و تثبيت ملكة الطاعة هذا هو الحال على القول الاول .

و اما على الثانى : من المسلك فلا شك ان التخلف بعد الجعل قبيح لاستلزامه الكذب لو اخبر عنه مع علمه بالتخلف كما فى المقام , او لاستلزامه التخلف عن الوعد و العهد لو انشاءه , و امتناعهما عليه تعالى واضح جدا فحينئذ ترتب الثواب و

اسم الکتاب : تهذيب الاصول - ط جماعة المدرسين المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر؛ تقرير بحث السيد روح الله الخميني    الجزء : 1  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست