اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر الجزء : 1 صفحة : 74
ايضا , نعلم ان استعمال الرجل الشجاع فى
الاسد يكون مجازا .
ولكن المحقق الخراسانى و غيره ممن تبعه
ذكروا هنا تفصيلا حاصله : ان الحمل على قسمين حمل اولى ذاتى و حمل شايع صناعى ,
والملاك فى الحمل الاولى هواتحاد المفهوم فقط و اما الملاك فى الحمل الشايع
هوالاتحاد فى الوجود والافتراق فى المفهوم ( ويسمى شايعا لكونه هوالشايع بين الناس
و صناعيا لكونه هو المستعمل فى الصناعات ) ثم ان صحة الحمل الاولى الذاتى يدل على
كون الموضوع له فى الموضوع والمحمول واحدا , و اما الصناعى فيستفاد منه كون
الموضوع احد مصاديق المحمول الحقيقية فى قبال المصاديق المجازية ولايدل على الوضع
فالعلامة على المعنى الموضوع له هى الحمل الاولى لاالحمل الشايع , بل انه علامة
على كون الموضوع مصداقا حقيقيا للموضوع له فى قبال المصداق المجازى .
اقول : ان كلامه جيد مقبول عندنا ولكن هيهنا
امور تجب الاشارة اليها لتتميم هذا البحث :
الاول : ماهو السر فى كون صحة الحمل علامة
للمعنى الحقيقى ؟ وجوابه مامر نظيره فى التبادر ( من ان صحة الحمل تنشىء اما من
القرينة اومن ناحية الوضع وحيث ان المفروض عدم وجودالقرينة يعلم انها ناشئة من
الوضع ) وهو هنا ان صحة سلب معنى عن لفظ علامة عدم وضعه له والا لم يكن السلب
صحيحا .
الثانى : ان اشكال الدور الذى مر فى مبحث
التبادر يأتى هنا ايضا , و بيانه : ان صحة الحمل يتوقف على العلم بالموضوع له فى
موضوع القضية و محمولها ( لان صحة الحمل فرع تصور الموضوع والمحمول وهو فرع العلم
بهما ) بينما العلم بالوضع ايضا يتوقف على صحة الحمل وهذا دور واضح .
ولكن يأتى هنا ايضا الجوابان المذكوران فى التبادر
: احدهما : ان علمنا بالوضع يكون بالاجمال والارتكاز , واما العلم المتوقف على صحة
الحمل علم تفصيلى فالمتوقف غيرالمتوقف عليه بالاجمال والتفصيل . ثانيهما : سلمنا ,
ولكنه يختص بما
اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر الجزء : 1 صفحة : 74