responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 395

اقول : الحق كما افاد هذا العلم فى دفع هذا التوهم عدم وجود قسم ثالث للواجب لانه يمكن ان تكون الموارد المزبورة من مصاديق الواجب الغيرى لما مر من ان وجوب المقدمة لا ينشأ ولا يترشح من وجوب ذى المقدمة كترشح المعلول من علته حتى لا يعقل وجوبها قبل ايجابه بل العلة لوجوبها انما هى ارادة المولى , و اما وجوب ذى المقدمة فهو مجرد داع لارادته , و من المعلوم ان الداعى للارادة كما يمكن ان يكون امرا حاليا كذلك يمكن ان يكون امرا استقباليا , هذا وقد مر ان هذا هو احد طرق حل الاشكال فى المسئلة وقد ذكرنا هناك طرقا اخر لحلها , منها كون وجوب المقدمة قبل ايجاب ذيها من باب وجوب حفظ غرض المولى وقد مر تفصيلها فى البحث عن الواجب المعلق فراجع .

الثانى : فى ترتب الثواب على الواجب الغيرى و عدمه

والتحقيق فى المسئلة و تنقيح المقال فيها يحتاج الى رسم مقدمة قبل الورود فى اصل البحث و هى ان الثواب المترتب على الواجب النفسى هل هو من باب الاستحقاق او التفضل ؟

اختلف فيه كلمات الفقهاء والمتكلمين , والمشهور والمعروف انه من باب الاستحقاق ولكن حكى عن الشيخ المفيد ( ره ) و جماعة ان من باب التفضل من الله سبحانه , ولا اشكال فى ان الظاهر من آيات الكتاب هو الاول حيث تعبر عن الثواب بالاجر فى عدد كثير منها [1] يكون اكثرها مربوطة بمسئلة الجزاء فى يوم القيامة , و من المعلوم ان كلمة الاجر ظاهرة عند العرف فى الاستحقاق لا التفضل فلا يعبر عرفا عن الضيافة والاطعام تطوعا و تقربا الى الله تعالى مثلا باجر الضيوف كما لا يخفى , كما ان ظاهر المقابلة بكلمة الباء فى مثل قوله تعالى ((سلام عليكم بما صبرتم)) [2] وقوله تعالى : ((ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)) [3] ايضا هو الاستحقاق , بل وقوع المقابلة بين الاجر


[1]قد تكررت مادة الاجر فى القرآن الكريم اربعين مرة بصيغة[ ( اجر]( و[ ( اجر]( و سبع و عشرين مرة بصيغة

(( اجرا )) و اكثرها واردة فى امر القيامة .

[2]الرعد 24 .

[3]النحل 32 .

اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 395
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست