responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 372

فى الخارج فيفرض وجوده اولا ثم يحكم اخبارا او انشاء .

ان قلت : على اى حال هل وجد شىء فى الخارج من ناحية حكمه اولم يوجود ؟

قلنا قد وجد شىء فى الخارج ولكن راكبا على فرض , نظير ما اذا كانت ام فى فراق ولده فيتصور مجيىء ولده والوصال اليه فتصرخ و تسيل دموعها على خدها من شوق لقائه فان سيلان دمعها و صراخها امر تكوينى موجود فى الخارج ولكن بعد فرضها و تصورها مجيىء ولدها , و نظير ما اذا تصور المولى عطشه و اشتاقت نفسه بعد ذلك الفرض والتصور الى الماء فامر عبده بقوله[ ( اذا كنت عطشانا فاسقنى]( فاشتياقه الى الماء ثم بعثه الى اتيان الماء وجد فى الخارج ولكن راكبا على فرضه عطشه , فطلبه وبعثه متوقف على هذا الفرض , و حيث انه فرض ولا وجود له فى الخارج فعلا فيمكن ان يقال بانه لا ايجاب ولا وجوب كما ذهب اليه المشهور .

وبعبارة اخرى الوجوب وجد بالايجاب ولكن متأخرا عن فرض و معلقا على تقدير وفى افق الفرض الموجود فى عالم الذهن , وليس بموجود فى عالم الخارج لان المفروض ان الفرض فرض ليس بازائه شىء فى الخارج حين الفرض .

والحاصل ان هذا الايجاب موجود من جهة و غير موجود من جهة , موجود بعد فرض وجود الشرط فى افق الذهن و غير موجود من دون هذا الفرض .

بقى هنا شىء

وهو انه قد ظهر مما ذكرنا ان مال القضايا الحقيقية الى قضايا شرطية حيث انها صادقة حتى مع عدم وجود ما اخذ بعنوان الموضوع فيها حين صدورها وجعلها , فقضية[ ( النار حارة]( قضية حقيقية صادقة مع عدم وجود نار فى الخارج بل عدم وجود معداتها و اسبابها و هذا ليس الا من باب انها راجعة الى قضية شرطية اى [( كلما وجد فى الخارج شىء و كان نارا فهى حارة]( فاولا فرض وجود نار فى الخارج ثم حكم عليها بانها حارة وهذا هو مراد من قال : ان عقدالوضع فى القضايا الحقيقية يرجع الى

اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 372
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست