اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر الجزء : 1 صفحة : 27
اقول : الانصاف ان جميع هذه الاقوال لايخلو
من الاشكال , والاولى ان يقال : ان تمايز العلوم كوحدتها قديكون بالموضوعات واخرى بالمحمولات
وثالثة بالاغراض و ذلك لما مرفى البحث عن ملاك الوحدة من تحليل تاريخى لتدوين
العلوم و تأليفها فقد ذكرنا فيه ان ملاك وضع علم على حدة و تفريقه عن سائرالعلوم
كان هو وجود التناسب والتسانخ بين مسائله ودخولها تحت عنوان جامع , ولا اشكال فى
ان تناسب المسائل قديكون بوحدة الموضوع واخرى بوحدة المحمولات و ثالثة بوحدة
الاغراض فليكن التمايز ايضا كذلك كما لايخفى .
واما مقالة المشهور فلا يتصور لها دليل الا
توهم احتياج كل علم الى موضوع لقاعدة الواحد , وقدمرت المناقشة فيها . و منه يظهر
اشكال القول الثالث حيث انه مبنى على قبول ان يكون تمايز العلوم بتمايز الموضوعات .
واما ما ذهب اليه المحقق الخراسانى فيرد على
دليله الثانى ان تداخل علمين فى عدة من مسائلهما لايضر بتمايز احدهما عن الاخر اذا
كانت النسبة بين مسائلهما العموم من وجه , لان التمايز حينئذ يحصل بموضع الافتراق
كمالا يخفى .
كما يرد على دليله الاول ان القائل بكون
التمايز بالموضوعات يدعى ان تمايز العلوم يكون بتمايز الموضوعات لاالعكس ( وهو ان
كل متمايز بموضوعه يكون علما على حده ) .
واما ما افاده فى تهذيب الاصول فيرد عليه ان
ذوات العلوم ليست امرا خارجا عن مسائلها لانه لاريب فى ان مسائلها عبارة عن
القضايا المبحوثة عنها فيها , والقضايا ليست امرا وراء الموضوعات والمحمولات
والنسب بينهما , فذوات العلوم عين موضوعاتها و محمولاتها و نسبها , فلا بد ان يكون
التمايز باحد هذه الامور او بالاغراض .
المسئلة الثالثة فى موضوع علم الاصول
وهو عند جماعة من الاصحاب ( منهم صاحب
القوانين ) الادلة الاربعة ,
اسم الکتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر الجزء : 1 صفحة : 27