حالا وأمقتهم ، الذى
يسمع الحديث ينسب الينا ويروى عنا ، فلم يقبله ، اشمئزمنه وجحده ، وكفر من دان به
، وهو لا يدرى لعل الحديث من عندنا خرج ، والينا اسند » [١] ، إذ قد يقال لو لا حجية الخبر لما
استحق الطارح هذا الذم.
والجواب : انه استحقه على الاعتماد على
الذوق والرأى فى طرح الرواية بدون تتبع وإعمال للموازين ، وعلى التسرع بالنفى
والانكار. مع ان مجرد عدم الحجية لا يسوغ الانكار والتكفير.
الطائفة الثامنة : ما ورد فى الخبرين
المتعارضين من الترجيح بموافقة الكتاب ومخالفة العامة ، فلولا ان خبر الواحد حجة ،
لما كان هناك معنى لفرض التعارض بين الخبرين ، وإعمال المرجحات بينهما.
ونلاحظ ان دليل الترجيح هذا يناسب
الحديثين القطعيين صدورا إذا تعارضا ، فلا يتوقف تعقله على افتراض الحجية
التعبدية.
الطائفة التاسعة : ما ورد فى الخبرين
المتعارضين من الترجيح بالأوثقية ونحوها من الصفات الدخيلة فى زيادة قيمة الخبر
وقوة الظن بصدوره ، وتقر يب الاستدلال كما تقدم فى الطائفة السابقة.
ولا يمكن هنا حمل هذا الدليل على
الحديثين القطعيين ، لأن الاوثقية لا أثر لها فيهما ما دام كل منهما مقطوع الصدور.
الطائفة العاشرة : ما دل بشكل وة خر على
الارجاع الى كلى الثقة إما ابتداء ، وإما تعليلا للارجاع الى اشخاص معينين على
نحويفهم منه الضابط الكلى ... وهذه الطائفة هى أحسن ما فى الباب.
[١] جامع أحاديث
الشيعة : باب ٥ من ابواب المقدمات ح ٥ج ١ ص ٢٢٢.