وَفِي صِفَاتِهِ
تَعَالَى « لَا يُدْرِكُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ » أي الْهِمَمُ
البعيدة ، وبعدها : تعلقها
بعليات الأمور ، دون محقراتها ، أي لا تدرك النفوس ذوات الْهِمَمِ البعيدة وإن اتسعت في الطلب ، كنه حقيقته
وَفِي الدُّعَاءِ
« أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ » اه قيل هذا الدعاء
من جوامع الكلم ، لما قالوا أنواع الرذائل ثلاثة : نفسانية ، وبدنية ، وخارجية. والأول
بحسب القوى التي للإنسان العقلية والغضبية والشهوية ثلاثة أيضا ، والْهَمُ والحزن يتعلق بالعقلية ، والجبن بالغضبية ، والبخل بالشهوية
، والعجز والكسل بالبدنية ، والضلع والغلبة بالخارجية ، والدعاء يشتمل على الكل.
وَفِي دُعَاءٍ آخَرَ
« أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِ وَالْغَمِّ وَالْحَزَنِ » قيل : الفرق بين الثلاثة هو أن
الْهَمَ قبل نزول الأمر ويطرد النوم ، والغم بعد نزول الأمر ويجلب
النوم ،