والِاقْتِحَامُ الدخول في الشيء والمجاوزة له بشدة وصعوبة ، فقوله ( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) أي لم يَقْتَحِمْهَا ولم يجاوزها ، و « لا » مع الماضي بمعنى المستقبل. قال
الشيخ أبو علي : وأكثر ما يستعمل هذا اللفظ بتكرير « لا » كما قال تعالى : ( فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى ) أي لم يصدق ولم يصل ، وقيل هو على وجه الدعاء عليه بأن لا يَقْتَحِمَ الْعَقَبَةَ ، كما يقال « لا غفر الله له ولا نجا ولا سلم » ، والمعنى لا نجا من الْعَقَبَةِ ولا جاوزها ، وقيل فهلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ، وقيل جعل الله الأعمال الصالحةعَقَبَةً ، وعملها اقْتِحَامٌ لها لما في ذلك من معاندة الشدة ومجاهدة النفس. قوله :
( فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً
) [ ٩ / ٧٧ ] قيل الضمير للبخل ، أي فأورثهم البخل نفاقا متمكنا في قلوبهم ، لأنه
كان سببا فيه وداعيا إليه. وقيل الضمير لله ، أي فخذلهم الله حتى نافقوا ومكنوا النفاق
في قلوبهم. قوله : ( وَلا يَخافُ عُقْباها
) [ ٩١ / ١٥ ]