قوله تعالى : ( إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ
) [ ٨٣ / ٢ ] من قولهم : « اسْتَوْفَيْتُ عليه الكيل » أخذته منه تماما وَافِياً ، و « على » هذا بمعنى « من » وأَوْفَيْتُهُ : أتممته ، قال تعالى : ( وَأَوْفُوا الْكَيْلَ
إِذا كِلْتُمْ ) [ ١٧ / ٣٥ ] و ( أَوْفُوا
بِالْعُقُودِ ) [ ٥ / ١ ]. والْوَفَاءُ ضد الغدر ، يقال : « وفَى
بعهده » إذا لم يغدر.
قوله تعالى : ( وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا
وَالصَّابِرِينَ ) [ ٢ / ١٧٧ ] رفع الْمُوفُونَ
عطفا على ( مَنْ آمَنَ ) ، ونصب ( الصَّابِرِينَ ) على المدح. قيل : ويدخل في الْوَفَاءِ بالعهد النذر وكلما التزمه المكلف من الأعمال ، وَفِي
الْحَدِيثِ : « مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكْتَالَ بِالْمِكْيَالِ. فليكن آخر قوله : ( سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا
يَصِفُونَ. وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعالَمِينَ ) والمكيال الْأَوْفَى
عبارة عن نيل الثواب الوافي.