كلما ذكر واختاره الزَّمخشري ، وكذلك ابن بابويه من فقهائنا وهو قوي.
وَفِي
الْحَدِيثِ : « الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ (ص) أَفْضَلُ مِنَ الدُّعَاءِ
لِنَفْسِهِ ». ووجهه أن فيها ذكر الله وتعظيم النبي ، ومن ذكره عن مسألة أعطاه
أفضل مما يعطي الداعي لنفسه ، ويدخل في ذلك كفاية ما يهمه في الدارين.
وفِيهِ : « مَنْ
صَلَّى عَلَيَ صَلَاةً
صَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ
عَلَيْهِ عَشْراً ». أي دعت له وباركت وجاءت الصَّلَاةُ بمعنى التعظيم ، قيل : ومنه « اللهم صَلِ على محمد وآل محمد » أي عظمه في الدنيا [١] بإعلاء ذكره
وإظهار دعوته وإبقاء شريعته ، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وتضعيف أجره ومثوبته.
وفِيهِ : « مَا
مِنْ صَلَاةٍ يَحْضُرُ وَقْتُهَا إِلَّا نَادَى مَلَكٌ بَيْنَ يَدَيِ
النَّاسِ .. إلخ » قال بعض الشارحين « من » صلة لتأكيد النفي « إلا نادى ملك » استثناء
مفرغ وجملة « نادى ملك » حالية ، والمعنى : ما حضر وقت صَلَاةٍ على أي حالة من الحالات إلا مقارنا لنداء ملك ... إلخ
وإنما صح خلو الماضي عن « قد » والواو مع كونه حالا لأنه في هذه المقامات قصد به تعقيب
ما بعد « إلا » لما قبلها فأشبه الشرط والجزاء ـ انتهى. ويتم البحث في « يدا » إن
شاء الله تعالى.
و « الصَّلَا » وزان العصا وهو مغرز الذنب من الفرس.
و « الصَّلَوَانُ » العظمان النابتان عن يمين الذنب وشماله ، ومنه قيل
للفرس الذي بعد السابق « الْمُصَلِّي
» لأن رأسه عند صَلَا السابق. وعليه حمل قوله تعالى : ( لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) [ ٧٤ / ٤٣ ] أي لم نك من أتباع السابقين.
و « الْمَصَالِي » الأشراك تنصب للطير ، ومنه « إِنَّ لِلشَّيْطَانِ
فُخُوخاً وَمَصَالِيَ ». الواحدة
مِصْلَاةٌ. وقيل : « ومَصَالِي الشيطان » ما يستفز الناس به من زينة
[١] في النسخ
المطبوعة « أعطه في الدنيا » والتصحيح من النهاية ( صلا ).