اسم الکتاب : وضوء عبد الله بن عباس ودور السياسة في اختلاف النقل عنه المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 75
وحدة الفقه بين علي وابن عبّاس
مرت عليك في الصفحات السابقة بعض المواقف الفقهية لابن عبّاس واتحادها مع فقه عليّ بن أبي طالب ، كالتلبية ، والمتعة ، وعدم جواز المسح على الخفّين ، ولزوم تدوين حديث رسول اللّه صلىاللهعليهوآله و ... ، والآن مع بيان مفردات أخرى نوضّح على ضوئها استقاء كلّ من علي وابن عباس ، بل كل الطالبيين وشيعتهم ـ إماميّة ، وإسماعيلية ، وزيدية ـ من معين واحد ، ألا وهو القرآن الكريم والسنة النبويّة المطهرة ، دون الاجتهاد والرأي ، إذ ليس ما يقولونه باجتهاد من قبلهم بل هو اتّباع للنصوص ، وإليك بعض تلك الموارد :
١ ـ البسملة
اتفق فقه ابن عبّاس مع عليّ بن أبي طالب على جعل البسملة آية من كتاب اللّه ، ولزوم الجهر بها في الصلوات الجهرية.
فجاء عن ابن عبّاس قوله : أَغْفَلَ الناس [١] آية من كتاب اللّه تعالى لم تنزل على أحد سوى النبي صلىاللهعليهوآله إلاّ أن يكون سليمان بن داود ، بسم اللّه الرّحمن الرّحيم [٢].
[١] لاحظ قول ابن عباس من قبل « أبى الناس إلاّ الغسل » ، وقول أبي إسحاق في المسح على الخُفَّين « أدركت الناس يمسحون » ، فهذه كلّها تدلّ على الاتّجاه الحكومي الذي كان يُسيِّر الناس طبق آرائه لا طبق كتاب اللّه وسنة نبيّه ، وكما قال أمير المؤمنين عليهالسلام : والناس على دين ملوكهم. [٢] الدر المنثور ١ : ٢٠ ، الاتقان ١ : ١١٦ و ٢١١ ، والبيهقي في شعب الايمان ٢٢ : ٤٣٨ / ح ٢٣٢٨.
اسم الکتاب : وضوء عبد الله بن عباس ودور السياسة في اختلاف النقل عنه المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 75