نعم السعي في طلب حوائج المؤمنين الآخرين مطلوب مرغوب بل هو باب مندوب فلاحظ أحاديثه الكثيرة [٢].
وأمّا بالنسبة إلى حوائج شخصه ونفسه فالمطلوب فيه الإستغناء عن الناس ، وقلّة الطلب منهم .. بل اليأس عمّا في أيديهم كما تلاحظه في الأحاديث [٣] ، خصوصاً ما رواه شيخ الطائفة بسنده عن حفص قال : قال أبو عبدالله 7 ، « إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله شيئاً إلاّ أعطاه فلييأس من الناس كلّهم ، ولا يكون له رجاء إلاّ من عند الله ( عزّوجلّ ) ، فإذا علم الله ( تعالى ) ذلك من قلبه لم يسأل الله شيئاً إلاّ أعطاه ... » [٤].
(٦٥) جاءت هذه الوصيّة المباركة في تحف العقول ، ص ٦ ، ورواها عنه العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ، ج ٧٧ ، ص ٦١ ، ب ٣ ، ح ٤ ، وقد وردت الفقرة الاُولى منها في نزهة الناظر للشيخ أبي يعلي الجعفري تلميذ الشيخ المفيد ، ص ٨ ، والمحاسن للشيخ البرقي ، ص ١٦ ، ح ٤٧.
وفيها وصيّتان اُخريان تأتيان تباعاً إن شاء الله تعالى.
[١] اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ١٤٨ ، ح ٤. [٢] بحار الأنوار ، ج ٧٤ ، ص ٢٨٣ ، باب ٢٠ ، الأحاديث. [٣] بحار الأنوار ، ج ٧٥ ، ص ١٠٥ ، باب ٤٩ ، الأحاديث. [٤] أمالي الطوسي ، ص ٣٦ و ١١٠ ، ح ٣٨ و ١٦٩.
اسم الکتاب : وصايا الرّسول لزوج البتول عليهم السلام المؤلف : الصدر، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 239