اسم الکتاب : هبة السماء المؤلف : علي الشيخ الجزء : 1 صفحة : 223
والذي وجدته شخصيا من خلال ممارستي لكلا
الصلاتين هو الفرق الكبير بينهما ، ففي الصلاة التي أمر بها الإسلام يشعر الإنسان
من خلال ركوعه وسجوده لربه وخالقه العظيم ، حالة من الخشوع ونوع من الارتباط
والقرب منه سبحانه ، في حين لا يشعر الإنسان ذلك في الصلاة الكنيسية ، وأعتقد أن
الصلاة في المسيحية هي الأخرى قد حرفت ، فإن العهد الجديد عندما كان ينقل لنا
الصلاة التي كان يؤديها المسيح ( عليه السلام ) كان يخر على وجهه ساجدا في صلاته
كما تذكره الأناجيل في ليلة التسليم ( أنظر متى : ٢٦ : ٣٩ ) ( ثم تقدم قليلا وخر
على وجهه وكان يصلي ) في حين أن صلاتنا الحالية لا أثر للسجود فيها.
ثانيا : الجنبة
الاجتماعية والمعاملات بين الناس ، فالشريعة في أحكامها هذه تسعى لتنظيم الأمور
المعيشية والحياتية في المجتمع بشكل يؤدي إلى نشر العدالة والألفة والمحبة بين
أفراده ، ومراعاة المصالح العامة التي تؤدي إلى استقرار ونظم المجتمع.
والشئ الملفت للنظر حقا في هذه الأحكام
والقوانين أنها جاءت قبل أربعة عشر قرنا ، ولكنها إلى يومنا هذا تعتبر من أرقى
القوانين التي توصل إليها العقل البشري في طول هذه المدة ، وهذا ما اعترف به
الكثير من العلماء في المجالات والعلوم المختلفة ، وهذا دليل قوي آخر على أن مصدر
هذه الشريعة هو السماء والوحي ، إذ أنه من المستحيل أن تكون من فكر وخيال رجل عاش
وترعرع في
اسم الکتاب : هبة السماء المؤلف : علي الشيخ الجزء : 1 صفحة : 223