اسم الکتاب : هبة السماء المؤلف : علي الشيخ الجزء : 1 صفحة : 209
فقد
علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب * ما قلت لهم إلا
ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني
كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد * إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم
فإنك أنت العزيز الحكيم * قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من
تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم )[١].
فالمسيح ( عليه السلام ) ينفي بشدة ما
ينسبه المسيحيون إليه من مقام الألوهية.
يقول العلامة الطباطبائي في تفسيره
القيم ( الميزان ) عن هذه المحاورة وهذا الكلام العجيب الذي يشتمل من العبودية على
عصارتها ، ويتضمن من بارع الأدب على مجامعه يفصح عما كان يراه عيسى المسيح ( عليه
السلام ) من موقفه تلقاء ربوبية ربه ، وتجاه الناس وأعمالهم فذكر أنه كان يرى نفسه
بالنسبة إلى ربه عبدا لا شأن له إلا الامتثال لا يرد إلا عن أمر ، ولم يؤمر إلا
بالدعوة إلى عبادة الله وحده ولم يقل لهم إلا ما أمر به ربه : أن اعبدوا الله ربي
وربكم.
ولم يكن له من الناس إلا تحمل الشهادة
على أعمالهم فحسب ،