responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية الدّراية في شرح الكفاية المؤلف : الغروي الإصفهاني، الشيخ محمد حسين    الجزء : 4  صفحة : 383

وربما يتخيل [١] بقاء الموضوع هنا وفي مسألة الكرية بالدقة العقلية :

أما فيما نحن فيه ، فبالنظر إلى أن مثل الصلاة التي لها جامع ينطبق على المراتب المختلفة كما وكيفا ، لا تفسد بزوال جزء ولا تختل بفقده ، فالموضوع وهي حقيقة الصلاة محفوظ بالدقة.

وأما في الكرية ، فبدعوى أن الكرية كمية الماء ، والكم عرض لا يزول بزواله موضوعه ، وأخذ مقدار من الماء لا يوجب زوال الجسم الطبيعي ، لأن الاتصال عرض لا يزول الجسم بزواله وإن بقي منه شيء يسير.

وهو تخيل عجيب وتوهم غريب :

أما في الصلاة فبأنها وإن كانت ذات مراتب ، إلا أن كل مرتبة مطلوبة من طائفة لا من كل أحد.

والكلام في المرتبة المطلوبة من هذا المكلف ، والمفروض اختلال موضوع تكليفه الشخصي ، فلا مجال إلا بالمسامحة في بقاء موضوع تكليفه ، وإلاّ فبقاؤه بالمراتب الأخر المطلوبة من أشخاص آخرين ليس بالحقيقة بقاء للموجود سابقا في حقه.

وأما في الكرية ، فبأنها كمّ خاص لمتكمّم مخصوص ، فلا ينفك هذا الكم الخاص عن هذا المتكمم المخصوص ، وعرضيته غير منافية لملازمته لمتكمم بالخصوص بحيث يزول بزواله ، وإن بقي بما هو جسم ، فان موضوع الكم هو الجسم التعليمي الذي نسبته الى الجسم الطبيعي نسبة المتعين إلى اللامتعين ، فلا محالة يكون زوال الكمية الخاصة مساوقا لانتفاء تلك المرتبة من الجسم التعليمي ، وتعين الجسم الطبيعي بمرتبة أخرى منه ، فإسقاط الجسم التعليمي من البين أو توهم أنه عين العرض أوجب هذا الاشكال.


[١] محجة العلماء ٢ / ٥٦.

اسم الکتاب : نهاية الدّراية في شرح الكفاية المؤلف : الغروي الإصفهاني، الشيخ محمد حسين    الجزء : 4  صفحة : 383
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست