responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية الأفكار ونزهة الأبصار المؤلف : الحريري الأشبيلي البغدادي، عبدالله بن قاسم    الجزء : 1  صفحة : 84

الفصل الاول

في أمزجة العين واختلافها

يجب على الكحال ان يعرف مزاج العين الطبيعي الذي يحتاج الى علاجه حتى اذا زال عن حالته الطبيعية عرف مقدار زواله الى أي جهة زال حتى يرده الى ما كان عليه. فاذا كان صحيحا يحفظ صحته. فيجب على الكحال حينئذ ان يكون عارفا بمزاج العين. فنقول قد يتصور مزاج العين على وجهين احدهما ان يكون معتدلا واعتدالها لا يعني ان يكون معتدلا [١٥١] في التوازن والتعادل ، فذلك محال وجوده لا سيما في العين ، لان الرطوبة كثيرا ما يغلب عليها. لان منشأها من الدماغ. والدماغ رطب في الغالبية [١٥٢] لكنا نعني بذلك الاعتدال ما يعنيه الاطباء [١٥٣] بالمعتدل في مباحثهم. وهو ان يتوفر على العين في أصل الخلقة ما يستحقه من المزاج الانساني على أفضل ما ينبغي ان تكون عليه العين. فعلى هذا يكون مزاج العين المعتدل رطبا والحرارة التي فيها لا تقاوم رطوبتها لانها مستفادة من الشرايين. الا انه تبخر الحرارة الرطوبة. ويداوم التحليل بالحركة وغير ذلك من الاسباب المحللة تقرب من المساواة. وهذا الاعتدال المذكور يكون معتبرا بحسب النوع ، ويكون بحسب الصنف ، ويكون بحسب الاشخاص ، والاسنان ، والذكور والاناث ، والالوان.

فاما الاعتدال المعتبر بحسب النوع فهو انا اذا قسنا عين الانسان الى عين ما سواه من الحيوانات وكانت اعدل ، فهي معتدلة بهذا الاعتبار. لان الانسان اعدل.


[١٥١] في الاصل: قد يتصور مزاج العين على وجهين أحدهما أن تكون معتدلة المزاج وهذا اعتدالها لا يعني أن يكون معتدلا في التوازن والتعادل فذلك محال.

[١٥٢] في الاصل: الدماغ رطب في الغابيه.

[١٥٣] في الاصل: ما يعنونه الاطباء.

اسم الکتاب : نهاية الأفكار ونزهة الأبصار المؤلف : الحريري الأشبيلي البغدادي، عبدالله بن قاسم    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست