اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 580
والذي يفهم من
الحديث أنّ العلم ليس هو مجرّد استحضار المعلومات الخاصّة ، وإن كانت هي العلم في
العرف العامّي ، وإنّما هو النور الناشئ من ذلك العلم الموجب للبصيرة ، والخشية من
الله تعالى.
وهذا النور الذي يمنّ الله به على عباده
، بعد أن يجد فيهم أهلية الخشية والطاعة ، إذ يتنوّر القلب به بالإفاضة ، وهي تحصل
إمّا بالمكاشفة أو بالكسب والتعلّم تحت عناية الله سبحانه ، بما يسبّب للقلب حالات
أُخر من الشوق والعزم على العمل الموجب للقرب من الحقّ جلّ وعلا.
( أُمّ جعفر ـ البحرين ـ ٢١
سنة ـ طالبة جامعية )
الفرق بين الوجود والموجود :
س
: ما هو الفرق بين الوجود والموجود؟ وشكراً ، نسألكم الدعاء.
ج : كلمة الوجود ـ وهي مبدأ الاشتقاق
لكلمة الموجود ـ مصدر يتضمّن معنى الحدث ، ويُنسب إمّا إلى الفاعل أو إلى المفعول
، كما أنّ كلمة الموجود اسم مفعول ، ويتضمّن معنى وقوع الفعل على الذات.
وأحياناً يُؤخذ من كلمة الموجود مصدر
جعلي هو الموجودية ، ويستعمل بمعنى الوجود ، هذا من حيث الاصطلاح اللغوي.
أمّا من الجانب الفلسفي ، فإنّ المفهوم
الفلسفي للوجود يساوي مطلق الواقع ، وهو المقابل للعدم ، وحسب الاصطلاح فإنّه
نقيضه ، ولهذا فهو يشمل الذات الإلهية المقدّسة ، والواقعيات المجرّدة ، والمادّية
الجواهر منها والأعراض ، والذوات والحالات.
وهذه الواقعيات العينية عندما تنعكس في
الذهن بصورة قضية فإنّه يؤخذ منها على الأقلّ مفهومان اسميّان ، يحتلّ أحدهما طرف
الموضوع ، ويحتلّ الآخر الذي هو مفهوم موجود طرف المحمول ، وهو من المفاهيم
الفلسفية ، وكونه محمولاً يقتضي أن يصبح مشتقّاً.
اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 580