اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 557
بعد شطب هذه الأُمور
إلاّ الصورة الشكلية للنظرية ، التي لا توافق بمعظمها لما طرحه دارون أو لامارك.
وأمّا ما ذكرتم حول التطوّر فقد أسلفنا
الكلام عليه ، وقلنا بأنّه يحتاج إلى التوفيق بين أُسس نظرية التطوّر وبين البحث
التجريبي الحديث ، وهو بحاجة إلى وقت ودراسة ، وما ذكر لا يشكل إلاّ تشبيهاً يعيد
المحتوى عمّا طرحه دارون ولامارك.
( عبد الله ـ البحرين ـ ٢٠
سنة ـ طالب جامعة )
التفكير ليس أثراً مادّياً :
س
: يقول الفيلسوف ماركس مضموناً : إنّ المادّة هي أسبق بالوجود من العقل ، وإنّما
العقل هو انعكاس لوجود المادّة ، فكيف يمكنكم الردّ على هذه النظرية؟
ج : أوّلاً : ليست هذه مقالة لماركس بل
لجميع المادّيين ، وذلك أنّهم يرون أنّ عملية التفكير هي أثر ومعنى مادّي لا مجرّد
، إذ المادّة عندهم تساوي الوجود ، فكُلّ غير مادّي هو ليس بموجود ، إذاً فكون
العقل أثر للمادّة مبتن على أنّ الموجود مساوي للمادّة ، ولكنّا لا نسلّم ذلك ، بل
عندنا أنّ الموجود أعم من المادّي والمجرّد ، وإثباته في محلّه.
ثانياً : أنّ هناك أدلّة كثيرة أُقيمت
على أنّ التفكير ليس أثراً مادّياً :
منها : استحالة انطباع الكبير في الصغير
، فإنّ صورة الموجودات بما لها من حجم موجودة في أذهاننا ، مع أنّ دماغنا المادّي
صغير ، فلابدّ من وجود مجرّد وارد دماغنا هو الذي يشكّل حقيقة العلم.
ومنها : امتناع انطباع المتّصل في
المنفصل.
ومنها : الروابط التصديقية لا تقبل
الانقسام.
ومنها : الوجدانيات لا تنقسم.
اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 557