اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 49
فبالجملة : لا دليل على جمع القرآن أو
تدوينه في زمن الخلفاء الثلاثة ، نعم قد ثبت أنّ عثمان جمع الناس على قراءة واحدة
، وحذف القرائات الأُخر ، وهذا ممّا لا كلام فيه ، ولكن الأمر الذي يؤخذ عليه هو
إحراقه لمجموعة كبيرة من المصاحف ، وأمره بإحراقها في مختلف الأمصار في سبيل توحيد
القراءة ، وهو كما ترى لا وجه لعمله هذا ، وقد اعترض جماعة من المسلمين في ذلك
عليه ، حتّى أنّهم سمّوه بحرّاق المصاحف [١].
( العلام غزوي ـ المغرب ـ ٤٠
سنة ـ أولى ماجستير )
منهج التفسير عند السيّد الطباطبائي :
س
: أودّ من سيادتكم تسليط الضوء على منهج التفسير عند السيّد الطباطبائي.
ج : إنّ منهج السيّد الطباطبائي ـ كما
يوضّحه في كتابه الميزان ـ هو تفسير القرآن بالقرآن ، واستيضاح معنى الآية من
نظيرتها بالتدبّر المندوب إليه في نفس القرآن ، وتشخيص المصاديق والتعرّف عليها
بالخواص التي تعطيها الآيات ، ويستشهد بقوله تعالى : ( وَنَزَّلْنَا
عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ )[٢]
، وحاشا أن يكون القرآن تبياناً لكُلّ شيء ولا يكون تبياناً لنفسه ، وقوله تعالى :
( هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى
وَالْفُرْقَانِ )[٣] ، وقوله
تعالى : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا )[٤].
وكيف يكون القرآن هدى وبيّنة وفرقاناً
ونوراً مُبيناً للناس في جميع ما يحتاجون ، ولا يكفيهم في احتياجهم إليه وهو أشدّ
الاحتياج ، وقوله تعالى :
[١] أُنظر : الجامع
لأحكام القرآن ١ / ٥٤ ، تاريخ المدينة ٣ / ٩٩٥.