اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 39
( إبراهيم ـ المغرب ـ .... )
معجزته غير البلاغية :
س
: هل تضمّن القرآن جوانب أُخرى غير معجزة البلاغة والفصاحة ، تصلح مؤيّداً لنبوّة
رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ وأنّه المبعوث بحقّ
من الله تعالى؟
ج : لقد تضمّن القرآن الكريم جملة
مؤيّدات في هذا المجال ، نكتفي بذكر مؤيّدين فيها :
الأوّل : الإخبار عن الغيب.
إنّ في القرآن إشارات إلى وقوع بعض
الحوادث ، والتي لم تكن قد وقعت بعد ، منها حادثة انتصار الروم على الفرس من بعد
انكسارهم ، قال تعالى : ( الم غُلِبَتِ
الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي
بِضْعِ سِنِينَ )[١].
حيث انتصرت الإمبراطورية الفارسية على
الإمبراطورية الرومانية عام ٦١٤ م ـ أي بعد أربع سنوات من ظهور الإسلام ـ وانتصرت
الإمبراطورية الرومانية على الإمبراطورية الفارسية عام ٦٢٢ م ، الموافق للسنة
الثانية للهجرة.
فتحقّق تنبّؤ القرآن الكريم ، وأثبت ما
وعد الله تعالى من نصرة الروم على الفرس.
الثاني : الإخبار عن بعض الظواهر
والقوانين الكونية.
لابدّ من التأكّد أوّلاً على أنّ القرآن
ليس إلاّ كتاب هداية ، والهدف منه صنع الإنسان وسوقه إلى طريق الكمال والرقي ، ولا
دخل له في ملاحظة ومتابعة الشؤون والمفردات المتعلّقة بالعلوم الأُخرى.
ومع هذا ، فقد أشار القرآن إلى بعض
الظواهر والسنن الطبيعية ، ليجعلها دليلاً على وجود الله تعالى وعظمته ، وحقانية
دعوة الأنبياء إلى ربّهم ، ومن تلك الظواهر العلمية التي أشار إليها القرآن الكريم
: