اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 331
( السيّد عدنان ـ البحرين ـ
.... )
هو الصادر الأوّل :
س
: عندما يقال بأنّ نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله هو الصادر الأوّل ،
فالسؤال المنطقي يقول : لماذا كان هو دون غيره؟ فيقال : بأنّ قابليته هي التي
أهلّته لذلك المقام ، فالسؤال هو : أليس هو لم يكن شيئاً قبل ذلك؟
فالعبارة
هذه يُفهم منها أنّه كان موجوداً قبل الخلقة ، فنرجو منكم توضيح هذا المطلب ، ولكم
خالص الشكر.
ج : يجاب على سؤالكم بنحوين كُلّ منهما
يصلح أن يكون جواباً مستقلاً في المقام :
الأوّل : إنّ الله تعالى ـ ومن منطلق
علمه الذاتي والأزلي ـ كان يعلم بأنّ الرسول صلىاللهعليهوآله
سيصل بجدّه وجهده في عالم الدنيا إلى المرتبة القصوى بين الممكنات ، بعد إعطائه
الخيار والاختيار من جانب الباري تعالى ، فعلم الله تعالى وإن كان مقدّماً ولكن
التطبيق كان متأخّراً.
وبعبارة واضحة : إنّ الله تعالى كان
يعلم بوفاء نبيّنا صلىاللهعليهوآله
في عالم الوجود بكافّة المتطلّبات التي تؤهّله لهذا المنصب الإلهي ، وعليه فأعطاه
تلك المرتبة السامية بسبب علمه المسبق على الإعطاء ، فالنتيجة : أنّ كافّة المواهب
المعطاة هي ناتجة ومكافئة على سلوك وسيرة النبيّ صلىاللهعليهوآله
في الدنيا ، وإن أُعطيت من قبل.
ولا يخفى أنّ هذه النظرية قابلة للتأييد
بنصوص روائية ، وعلى سبيل المثال ورد في فقرات من دعاء الندبة هكذا : « اللهم لك الحمد على ما
جرى به قضاؤك في أوليائك ، الذين استخلصتهم لنفسك ودينك ، إذ اخترت لهم جزيل ما
عندك من النعيم المقيم ، الذي لا زوال له ولا اضمحلال ، بعد أن شرطت
اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 331