اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 308
ج : إنّ الله تعالى ـ ومن منطلق علمه
الذاتي والأزلي ـ كان يعلم بأنّ الأنبياء عليهمالسلام
سيصلون بجدّهم وجهدهم في عالم الدنيا إلى المرتبة القصوى بين الممكنات ، بعد
إعطائهم الخيار والاختيار من جانب الباري تعالى.
وبعبارة أُخرى : إنّ الله تعالى كان
يعلم بوفاء الأنبياء عليهمالسلام
في عالم الوجود بكافّة المتطلّبات التي تؤهّلهم لهذا المنصب الإلهي ، وعليه
فأعطاهم تلك المرتبة السامية بسبب علمه المسبق على الإعطاء.
فالنتيجة : إنّ كافّة المواهب المعطاة
هي ناتجة ومكافئة على سلوكهم وسيرتهم عليهمالسلام
في الدنيا ، وإن أُعطيت من قبل.
ولا يخفى أنّ هذه النظرية قابلة للتأييد
بنصوص روائية ، وعلى سبيل المثال ورد في فقرات من دعاء الندبة هكذا : « اللهم لك الحمد على ما
جرى به قضاؤك في أوليائك ، الذين استخلصتهم لنفسك ودينك ، إذ اخترت لهم جزيل ما
عندك من النعيم المقيم ، الذي لا زوال له ولا اضمحلال ، بعد أن شرطت عليهم الزهد
في درجات هذه الدنيا الدنية ، وزخرفها وزبرجها ، فشرطوا لك ذلك ، وعلمت منهم
الوفاء به ، فقبلتهم وقرّبتهم
... » [١].
والخلاصة : إنّ الفضائل والميزات
التكوينية والتشريعية للأنبياء عليهمالسلام
بأجمعها هي حصيلة الجهود والمتاعب التي تحمّلوها في سبيل نشر الدين والعقيدة ، وتبليغ
الوحي وزعامة الأُمّة وغيرها.
( الموالي ـ عمان ـ ٢٤ سنة )
تمنّي مريم لا ينافي التسليم :
س
: سؤالي حول السيّدة مريم العذراء عليهاالسلام حين قالت : ( يَا
لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا )[٢] ، كيف نوفّق بين هذا
وبين رضاها بقضاء الله وقدره؟