اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 280
( عبد الله ـ أمريكا ـ ....
)
التمييز بين معجزة النبيّ وغيره :
س
: كيف نفرّق بين معاجز الأنبياء وبين بعض الظواهر الغريبة الصادرة من السحرة ،
والمرتاضين ، وأصحاب التنويم المغناطيسي؟
ج : يمكننا تمييز النبيّ بمعجزته عن
غيره ـ من الذين تظهر منهم بعض الظواهر الخارقة للعادة ـ بعدّة نقاط :
الأُولى : أنّ النبيّ لا يحتاج في إظهار
معجزته إلى تعليم أو تمرين ، بينما يحتاج غيره إلى ذلك ، حتّى يظهر ما هو خارق
للعادة.
الثانية : ظاهرة المعجزة لا يمكن لغير
النبيّ من الإتيان بمثلها ، بينما ظاهرة السحر والشعوذة ، والتنويم المغناطيسي ، ورياضة
المرتاض يسهل على الغير تكرارها.
فبإمكان كُلّ إنسان أن يحوّل من الحبال
أشكالاً وهمية تشبه الأفاعي ، حينما يسحر أعين الناس ، إلاّ أنّه يعجز عن أن يلقي
عصاه ـ كما فعل النبيّ موسى عليهالسلام
ـ لتكون أفعى تلقف ما يؤفك من السحر.
الثالثة : ليس من عادة غير الأنبياء
إعلان تحدّيهم للغير في الإتيان بمثل ما أتوا به ، بينما نلاحظ الأنبياء قد قرنوا
معجزتهم بالتحدّي على الإتيان بمثل ما أتوا به ، كما تحدّى رسول الله صلىاللهعليهوآله المشركين حينما
أظهر معجزة القرآن : ( قُل لَّئِنِ
اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ
لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا )[١].
الرابعة : أنّ الساحر والمشعوذ والمرتاض
وغيرهم يكون ما يظهر على أيديهم محدّداً بحدود خاصّة ـ تبعاً لطريقة التمرين
والرياضة التي تعلّموها ـ بينما كان الأنبياء يلبّون طلب الناس في إظهار أيّ معجزة
، ومن دون سابق إعلان في تحديد