اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 277
( أُمّ محمّد ـ الكويت ـ ٤٠
سنة ـ خرّيجة جامعة )
وصيته ليزيد إن ظفر بالحسين :
س
: ورد في رواياتنا وصية معاوية لابنه يزيد ، وكان فيها إشارة إلى معرفة معاوية
لحقّ الحسين عليهالسلام : « وأمّا الحسين فقد
عرفت حظّه من رسول الله , وهو من لحم رسول الله ودمه , وقد علمت لا محالة أنّ أهل
العراق سيخرجونه إليهم ، ثمّ يخذلونه ويضيّعونه , فإن ظفرت به فاعرف حقّه ومنزلته
من رسول الله , ولا تؤاخذه بفعله , ومع ذلك فإنّ لنا به خلطة ورحماً , وإيّاك أن
تناله بسوء , أو يرى منك مكروهاً ».
فهل
يعقل ذلك أم في الروايات مآخذ؟
ج : الحديث نقله من أصحابنا الشيخ
الصدوق قدسسره[١] ، وفي السند
الذي ذكره أفراد مجهولون ، فلهذا لا يمكن الوثوق بصحّة مثل هكذا حديث.
ولو سلّمنا بصحّة السند ، فهو يدلّ على
مدى الوقاحة لدى يزيد أن أقدم على قتل الحسين عليهالسلام
، وهو عارف بحقّه ، ويدلّ أيضاً على مدى الدهاء الذي يتمتّع به معاوية الغاصب
للخلافة ، والمحارب لأبي الحسين عليهماالسلام
، العارف بحقّهما وقربهما من رسول الله ، والذي يجيز لابنه الظفر بالحسين عليهالسلام ، ولا يجيز له أن
يناله مكروه ، لأنّه يعلم أنّ إلحاق الأذى بالحسين عليهالسلام
سوف يزلزل ملك ابنه ، فهو معلّم لابنه أُسلوباً من أساليب الدهاء ، التي لم يجد
الابن ممارستها.
وبالتمحيص في شخصية معاوية لا يبدو
غريباً أن يصدر منه مثل هكذا وصيّه ، فقد عُرف بالمكر والخداع والدهاء ، وصدور مثل
هكذا وصيّة من معاوية لا يعدّ فضيلة له ، بل فيها أكبر إدانة له ، حيث يعلّم ابنه
الأساليب المناسبة للتسلّط على المسلمين ، وكبح جماح المعارضين ، وفي تسلّط يزيد