اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 253
وأمّا الصورة الثانية من الإشكال : فقد
عرفت أنّها ترجع إلى مسألة العدل الإلهي ، وأنّ كون بدن المؤمن جزءً من بدن الكافر
يستلزم تعذيب المؤمن ، ولكنّه مبني على إعطاء الأصالة في الحياة للبدن ، وهي نظرية
خاطئة ، فإنّ اللذائذ والآلام ترجع إلى الروح ، والبدن وسيلة لتعذيبه وتنعيمه.
فصيرورة بدن المسلم جزءً من بدن الكافر
لا يلازم تعذيب المؤمن ، لأنّ المعذّب بتعذيب البدن هو روح الكافر ونفسه ، لا روح
المؤمن.
وهذا نظير أخذ كُليةٍ من إنسان حيّ ، ووصلها
بإنسان يعاني من ضعفها وعلّتها ، فإذا نجحت عملية الوصل وصارت الكُلية الموصولة
جزءً من بدن المريض ، ثمّ عُذّب هذا المريض فالمعذّب هو هو ولو نُعّم ، فالمُنعَّم
هو هو ، ولا صلة بينه وبين من وَهَب كُليته وأهداها إليه.
( جنيد عباس ـ غانا ـ .... )
الحساب أوّلاً ثمّ المرور على الصراط :
س
: هل يكون الحساب قبل المرور على الصراط؟ أو يكون المرور على الصراط أوّلاً ثمّ
الحساب؟ ودمتم بخير.
ج : إنّ المستفاد من النصوص الروائية هو
أنّ الصراط والحساب موقفان من مواقف يوم القيامة ، وبما أنّ موقف الصراط يعني
تجاوز الإنسان من منطقة قريبة عن جهنّم ، فإمّا هو ينجو من الهلكة هناك ، وإمّا أن
يسقط في الهاوية ـ نعوذ بالله ـ فيظهر أنّ أحد هذين الاحتمالين هو نتيجة أعماله
التي حوسب عليها قبل الورود على الصراط.
وعليه ، فموقف الحساب والميزان يكون
مقدّماً على الصراط ، وذلك لأنّ محاسبة الأعمال سوف تنتج الوقوع في جهنّم أو
الخلاص منها ، وهذا هو شأن الصراط.
اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 253