اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 15
( أمير أحمد ـ البحرين ـ ١٩
سنة ـ طالب جامعة )
نزوله باللغة العربية :
س
: ما هي أسباب اختيار الله تعالى اللغة العربية كي ينزل بها القرآن الكريم؟ ويجب
قدر المستطاع الإتيان بها في بعض العبادات والمعاملات ـ كالصلاة ـ وكثير من
الأعاجم يعتبرونها اللغة الأصعب والأعقد عليهم ، والمستشرقون يأخذون هذا حجّة
سلبية على الإسلام.
ج : إنّ اختيار الله تعالى للّغة
العربية كلسانٍ لخاتم الأديان كان عن مصلحة ، إذ هو حكيم وخالق لكافّة اللغات
والألسنة ، فترجيحه لابدّ وأن يصدر عن علمٍ وحكمة.
وهذا ما نراه فعلاً في مميّزات هذه
اللغة عن غيرها ، فلم توجد هناك لغة ـ على ما نعرف ـ في حدّ شموليّتها للتعبير عن
مختلف جوانب الحياة الدنيوية والأُخروية ، بما فيها من تعابير حقيقية ومجازية ، واستعارات
وكنايات وغيرها.
ولابأس في هذا المجال أن تقاس الكتب
الأدبية والمعاجم اللغوية التي أُلّفت في اللغة العربية بغيرها من اللغات كمّاً
وكيفاً ، حتّى نرى وسع دائرة شمول هذه اللغة ، وهذا شيء يرجع فيه إلى ذوي الاختصاص
، والأهمّ دلالةً في هذا المقام ، هو الإعجاز الخالد للقرآن الكريم ، فهو وإن لم
ينحصر في مظهره الأدبي ـ بل ويشمل كافّة أنحاء المفاهيم والمواضيع المختلفة ـ ولكن
لا يخفى أنّ أسلوبه في التعبير والقالب ، له الدور الأساسي في تركيز معانيه
القيّمة ، وهذا ممّا أتاحت له مميّزات هذه اللغة الفريدة ، حتّى استطاع أن يبرز
كمعجزة خالدة عبر الدهور والأجيال.
ثمّ إنّ الإشكال المتوهّم في عدم
إمكانية الإفصاح بهذه اللغة عند البعض ، فليس في محلّه ، إذ أنّ الواجب واللازم
الإتيان بقدر الاستطاعة لا أكثر ( لاَ يُكَلِّفُ اللهُ
نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا )[١].