اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 542
كوكباً
أكثر تطوّراً وهو الأرض ، وعلى مستوى الأحياء ، في البداية خلق حيوانات لا عقل لها
مسيّرة لا مخيّرة ، ثمّ تطوّر الأمر إلى أن خلق الإنسان الذي يعتبر حيواناً
متطوّراً بحكم وجود أداة العقل فيه.
سؤالي
بشكل أدقّ : نحن نعرف الله بأنّه خالق لأنّه خلقنا ، وبالتالي أصبح خالق ، ولكن
قبل أن يخلقنا هل هو خالق؟
الجواب : بما أنّ سؤالكم ذو جهات مختلفة
ومتميّزة ، فنرجو أن تتابعوا بدقّة وإمعان النقاط التالية ، حتّى يتّضح لكم الجواب
:
أوّلاً : إنّ الاستدلال على وجود الله
تعالى وصفاته الذاتية لا يتوقّف على وجود المخلوقات أو عدمها ، لأنّ الأدلّة
العقلية القائمة في الموضوع هي أدلّة مستقلّة عن وجود المخلوق ، أي أنّها لا تنظر
إلى ما سوى الباري تعالى ، كما هو مقرّر في علم الكلام.
وعليه ، فلا يعقل أن تعلّق معرفة الله
تعالى بوجود الخلق ، أي إنّ ذاته المقدّسة وصفاته الذاتية أزلية أبدية ، لا تفتقر
في وجودها إلى أيّ شيء آخر.
ثانياً : هناك تقسيم خاصّ بالنسبة لصفات
الله سبحانه ، فما كانت منها قديمة وأزلية مع ذاته تعرف بالصفات الذاتية ، وما لم
تكن كذلك فتسّمى بالصفات الفعلية.
والفارق بينهما أنّ القسم الأوّل لا
يتوقّف وجوده على شيء غير ذاته المقدّسة ، فهو معها قديمة أزلية أبدية ؛ بخلاف
القسم الثاني الذي يبتني تعريفه وجوداً أو عدماً على وجود أو عدم عالم الخلق ، أي
إنّ ظهور هذا القسم الأخير يعتمد على وجود المخلوق.
ثالثاً : اتفق علماء الكلام على أنّ
العلم ، والقدرة ، والإرادة ، والحياة ، والأزلية ، والأبدية كلّها من صفات الذات
، وأمّا بقية الصفات التي يصحّ إطلاقها على ذاته فهي بأجمعها صفات فعل.
وعلى سبيل المثال فصفة الرازقية
والخالقية تعتبر من صفات الفعل ، أي أنّها لا يصحّ إسنادها إلى وجوده تعالى إلاّ
بعد ظهور الخلق.
اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 542