اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 540
والمراد منه : يعلم السرّ والعلانية ، وورد
عن ابن عباس : « عالم الغيب والشهادة ، أي ما يشاهده الخلق وما لا يشاهدونه ، وما
يعلمونه وما لا يعلمونه ، ولا يخفى عليه شيء من ذلك » [١].
(عبد العزيز محمّد. السعودية
...)
إرادة
الخير للإنسان لا تعارض وجود الشرّ فيه :
السوال
: كيف نوفّق بين قولنا : بأنّ الله تعالى يريد للإنسان خيراً ، مع خلقه تعالى
للشيطان ، والنفس الأمّارة بالسوء ، والشهوات ، والتي تشكّل أسباباً مساعدة
للانحراف والفجور والفسوق؟
الجواب : إنّ مقتضى كون الإنسان مختاراً
في سيره التكاملي يفرض عليه انتخاب أحد الطريقين ، ولابدّ عندها من مواجهة الشيطان
، والشهوات ، والهوى ، حتّى إذا ما تمكّن فيها وانتصر عليها استطاع أن يرتقي سُلّم
كماله بنفسه ، ويحصل على لقب أشرف الموجودات بفضل صبره ، وتحمّله في طريق كان
مليئاً بالاختبار ، والامتحان والمعاناة.
فالغرائز والشهوات المودعة عند الإنسان
كالشهوة الجنسية مثلاً تلعب دوراً هامّاً في بقاء واستمرار الوجود الإنساني ، وهي
بالإضافة إلى ذلك ، تشترك مع هوى النفس والشيطان ، باعتبارها عناصر فاعلة ومؤثّرة
في معادلة تكامل الإنسان ، وقربه من الله تعالى.
ومن هنا : فإنّ الله تعالى لا يخلق إلاّ
الخير ، ولا يريد لعباده إلاّ خيراً ، ولكن إيجاده للخير في كثير من الأحيان
يلازمه ويرافقه وجود الشرّ.
نظير غريزة حبّ الأولاد ، فإنّ وجودها
في حياة الإنسان ممّا لا يمكن الاستغناء عنها ، ولولاها لانعدمت الرعاية التي
نلاحظها عند الأبوين ، فيما