اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 483
مع
العلم أنّ تلك الحادثة مثل مصيبة الإمام الحسين كانت من الماضي؟ ونسألكم الدعاء ،
والشكر الجزيل.
الجواب : يمكن الإجابة على سؤالك من
عدّة وجوه :
الوجه الأوّل : لقد بكى على الحسين عليهالسلام الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله قبل استشهاده ، وقد
ثبت ذلك من طرقنا ومن طرق العامّة ، ويمكن تأسّياً بالرسول صلىاللهعليهوآله أن نبكي على الحسين
عليهالسلام
، ولا علاقة للزمان وبعده عن واقعة استشهاده ، لأنّه لو كان للزمان علاقة لكان
الأولى بالرسول صلىاللهعليهوآله
أن لا يبكي على الحسين عليهالسلام
قبل حصول الواقعة ، بل الذي يدعونا كما يدعو الرسول صلىاللهعليهوآله
للبكاء هو مظلومية الإمام الحسين عليهالسلام.
الوجه الثاني : قد ورد أيضاً أنّ بعض
الأنبياء عليهمالسلام
قد بكوا على الإمام الحسين ، وبعد الأنبياء عن واقعة استشهاد الإمام الحسين عليهالسلام أكثر من بعدنا عن
تلك الواقعة ، ومع الاختلاف في السبق واللحوق.
الوجه الثالث : قد ورد أيضاً أنّ النبيّ
صلىاللهعليهوآله
بكى على حمزة وجعفر ، وأمر النساء بالبكاء عليهما ، حتّى صار البكاء على حمزة من
عادة نساء أهل المدينة.
الوجه الرابع : بعد أن ثبت عندنا
بالدليل القاطع عصمة أئمّتنا عليهمالسلام
يمكننا الأخذ برواياتهم وسيرتهم ، وقد كان دأب المعصومين عليهمالسلام بعد واقعة الطفّ
البكاء على الحسين عليهالسلام
، وكان بعضهم يقيم مآتم العزاء ، وكانوا يأمرون شيعتهم بالبكاء ، وإقامة العزاء ، وحضور
مجالس العزاء ، حتّى ورد عندنا فضل للتباكي على الحسين عليهالسلام ، ونحن تبعاً لهم عليهمالسلام نسير على خطاهم ، ونهتدي
بهديهم ، ونأتمر بأوامرهم.
فقضية البكاء على الحسين عليهالسلام من القضايا الفرعية
، التي يمكن إثباتها بعد إثبات الأُصول التي تعتمد عليها ، ولا تتوقّف تلك الأُصول
على جواز أو عدم جواز البكاء ، حتّى يستلزم الدور المحذور.
اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 483