اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 481
عام؟ واقتنع غير
واحد بمبدأ الحسين عليهالسلام
، حتّى قال بعضهم : لقد شيّعني الحسين ، وقال غاندي : تعلّمت من الحسين أن أكون
مظلوماً فانتصر.
ولأحد المستشرقين كلمة في المقام ، يحسن
إيرادها ، وذلك هو ماربين الألماني في كتابه « السياسة الإسلامية » قال : « من
جملة الأُمور السياسية التي ألبستها رؤساء فرقة الشيعة لباس المذهب من عدّة قرون ،
وصارت مورثة جدّاً لجلب قلوبهم وقلوب غيرهم ، هي أُصول التمثيل ، باسم التشبيه
والتعزية في مأتم الحسين ....
التمثيل أدخلته حكماء الهند في عباداتها
لعدّة أغراض خارجة عن موضوع بحثنا ، الأوربائيون بمقتضى السياسة ألبسوا التمثيل
لباس التفرّج ، وأظهروا في محلاّت التفرّج العمومية لأنظار العامّ والخاصّ أُموراً
سياسية مهمّة لاستجلاب القلوب قليلاً قليلاً ، أصابوا هدفين بسهم واحد ، تفريح
الطبائع ، وجلب قلوب العامّة في الأُمور السياسية ...
فرقة الشيعة حصلت من هذه النكتة على
فائدة تامّة ، فألبست ذلك لباس المذهب ... وعلى كلّ حال فالتأثير الذي يلزم أن
يحصل على قلوب العامّة والخاصّة في إقامة العزاء والشبيه قد حصل ، من جهة يذكرون
في مجالس قراءة التعزية المتواصلة المصائب ، التي وردت على رؤساء دينهم ، والمظالم
التي وردت على الحسين.
ومع تلك الأحاديث المشوّقة إلى البكاء
على مصائب آل الرسول ، فتمثيل تلك المصائب للأنظار أيضاً له تأثير عظيم ، ويجعل
العامّ والخاصّ من هذه الفرقة راسخ العقيدة فوق التصوّر ... هذه الفرقة تعمل
الشبيه بأقسام مختلفة ، فتارة في مجالس مخصوصة ، ومقامات معيّنة ، وحيث إنّه في
أمثال هذه المجالس المخصوصة ، والمقامات المعيّنة يكون اشتراك الفرق الأُخرى معهم
أقلّ ، أوجدوا تمثيلاً بوضع خاصّ ، فعملوا الشبيه في الأزقة والأسواق ، وداروا به
بين جميع الفرق ، وبهذا السبب تتأثّر قلوب جميع الفرق منهم ومن غيرهم ، بذلك الأثر
اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 481