اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 379
كيف وهو رأس
المتكلّمين والفلاسفة في عصره ، فكيف ينخدع بأدلّة واهية ، وأُسس غير متينة؟
وهذه كتبه بين أيدينا ، كلّها في دعم
الدين والمذهب ، وليست فيها أية إشارة إلى صحّة المذهب الإسماعيلي.
نعم ، قد ينسب إليه بعض الرسائل
والكرّاسات التي يفوح منها ما يؤيّد الفكر الباطني والإسماعيلي ، ولكن لا يمكن
التأكّد من هذه النسبة ، بل ويظهر من بعض هذه الرسالات أنّ النسبة مفتعلة ، لعدم
مجانستها مع باقي مؤلّفاته من حيث الأسلوب ، وكيفية الكتابة.
ثمّ حتّى وإن ثبت نسبة بعضها إليه ، يجب
تفسيرها من باب التقية ، فإنّه كان ملزماً بها مدّة إقامته عند الإسماعيليين.
وأمّا دعوى اعتناقه المذهب الاثني عشري
بعد الإسماعيلية فهي باطلة من الأساس ، فلا يوجد لإثباتها دليل قطعي مقنع ، مضافاً
إلى استبعادها عقلاً ، إذ إنّ الذي حدث في الأمر هو مجيء هولاكو ، وإبادة الحكم
الإسماعيلي بيده ، وهذا بحدّ نفسه لا يكون حافزاً على التشيّع بعدما نعرف أنّ
المغول كانوا وثنيين لا يفرّقون بين المذاهب.
وأمّا في داخل قلاع الإسماعيلية ، فليس
هناك ما يكون باعثاً للمنهج الصحيح الاثني عشرية بعدما نعلم شدّة عصبية أُولئك لمذهبهم
، ممّا لا يبقى مجالاً لتبليغ أو دراسة بقية المذاهب.
فالصحيح كما قلنا هو أنّ الطوسي كان
يعتنق المذهب الإمامي الاثني عشري من البدء ، ولكن لخطورة الموقف كان يتّقي
أحياناً لدى الحكّام اتقاءً لشرّهم ، وصيانةً للعلم والعقيدة.
وأمّا أسطورة انتحاره ، فهي أيضاً من
المجعولات والموضوعات التي لا ينبغي الوقوف عندها ، فإنّه قدسسره كان من أساطين
العلم والتقوى ، ولا يتصوّر في حقّه بعض المكروهات ، فكيف بقتل نفسه الذي هو من
أعظم المحرّمات؟!
اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 379