اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 376
تخضع
إلى أعداء الله والإسلام ، لأنّه كثير من الناس يجهلونها ، وهي شخصية البطل مالك
بن نويرة رضياللهعنه.
ولكم
منّي أجمل التوفيق بسعي لخدمة الله وآل بيت نبيّه عليهمالسلام.
الجواب : كان مالك بن نويرة من كبار بني
تميم وبني يربوع ، وصاحب شرف رفيع ، وأريحية عالية بين العرب حتّى ضرب به المثل في
الشجاعة والكرم ، والمبادرة إلى إسداء المعروف ، والأخذ بالملهوف.
وكانت له الكلمة النافذة في قبيلته حتّى
إنّه لمّا أسلم ورجع إلى قبيلته ، وأخبرهم بإسلامه ، وأعطاهم فكرة عن جوهر هذا
الدين الجديد ، أسلموا على يديه جميعاً ، ولم يتخلّف منهم رجل واحد.
وكان هذا الصحابي الجليل قد نال منزلة
رفيعة لدى النبيّ صلىاللهعليهوآله
حتّى نصّبه وكيلاً عنه في قبض زكاة قومه كلّها ، وتقسيمها على الفقراء ، وهذا دليل
وثقاته واحتياطه وورعه.
واختصّ مالك بأمير المؤمنين عليهالسلام ، وأخلص له نهاية
الإخلاص ، حتّى إنّه ما بايع أبا بكر ، وأنكر عليه أشدّ الإنكار ، وعاتبه بقوله له
:
« أربِع على ضلعك ، والزم قعر بيتك ،
واستغفر لذنبك ، وردّ الحقّ إلى أهله ، أما تستحي أن تقوم في مقام أقام الله
ورسوله فيه غيرك ، وما تزال يوم الغدير حجّة ، ولا معذرة » [١].
وأرسل أبو بكر في بداية خلافته خالد بن
الوليد لمحاربة المرتدّين ، ولمّا فرغ خالد من حروب الردَّة سار نحو البطاح ، وهي
منزل لمالك بن نويرة وقبيلته.
وكان مالك قد فرّق أفراد عشيرته ، ونهاهم
عن الاجتماع ، فعندما دخلها خالد لم يجد فيها أحداً ، فأمر خالد ببثّ السرايا ،
وأمرهم بإعلان الأذان وهو رمز الإسلام ، وإلقاء القبض على كلّ من لم يجب داعي
الإسلام ، وأن يقتلوا كلّ مَن يمتنع حسب وصية أبي بكر.