اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 321
ولد في سنة ثلاث وستّين وثلاث مائة ،
وأضرّ بالجدري ، وله أربع سنين وشهر ، سالت واحدة ، وابيضّت اليمنى ، فكان لا يذكر
من الألوان إلاّ الأحمر ، لثوب أحمر ألبسوه إيّاه ، وقد جدّر ، وبقي خمساً وأربعين
سنة لا يأكل اللحم تزهّداً فلسفياً.
وكان قنوعاً متعفّفاً ، له وقف يقوم
بأمره ، ولا يقبل من أحد شيئاً ، ولو تكسّب بالمديح لحصّل مالاً ودنيا ، فإنّ نظمه
في الذروة ، يعدّ مع المتنبي والبحتري ... » [١].
وقال ابن حجر : « أحمد بن عبد الله بن
سليمان ، أبو العلاء المعرّي ، اللغوي الشاعر ، روى جزأً عن يحيى بن مسعر ، عن أبي
عروبة الحرّاني ، له شعر يدلّ على الزندقة ، سقت أخباره في التاريخ الكبير ... ».
قال السلفي : « من عجيب رأى أبي العلاء
، تركه تناول كلّ مأكول لا تنبته الأرض ، شفقة على الحيوانات ، حتّى نسب إلى
التبرهم ، وأنّه يرى رأي البراهمة في إثبات الصانع ، وإنكار الرسل ، وفي شعره ما
يدلّ على هذا المذهب ، وفيه ما يدلّ على غيره ، وكان لا يثبت على نحلته ، ولا يبقى
على قانون واحد ، بل يجري مع القافية إذا حصلت ... » [٢].
قال الشيخ عباس القمّي : « الشاعر
الأديب الشهير ، كان نسيج وحده بالعربية ، ضربت اباط الإبل إليه ، وله كتب كثيرة ،
وكان أعمى ذا فطانة ، وله حكايات من ذكائه وفطانته.
حكي أنّه لما سمع فضائل الشريف السيّد
المرتضى اشتاق إلى زيارته ، فحضر مجلس السيّد ، وكان سيّد المجالس ، فجعل يخطو
ويدنو إلى السيّد ، فعثر على رجل ، فقال الرجل : من هذا الكلب؟ فقال المعرّي : الكلب
من لا يعرف للكلب سبعين اسماً.