اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 302
الرازق في الفضائل ،
يعني عن معمّر عن الزهري ، عن عبيد الله بن عباس ، قال : نظر النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى علي رضياللهعنه فقال : « أنت سيّد في الدنيا
سيّد في الآخرة » الحديث ، أخبر
بذلك يحيى بن معين ، فبينما هو عنده في جماعة من أهل الحديث إذ قال يحيى : من هذا
الكذّاب النيسابوري الذي يحدّث عن عبد الرازق بهذا الحديث؟
فقام أبو الأزهر فقال : هو ذا أنا ، فتبسّم
يحيى فقال : إمّا إنّك لست بكذّاب ، وتعجّب من سلامته وقال : الذنب لغيرك في هذا
الحديث » [١]
، على أنّ هذا الراوي من أهل السنّة ، فاتهموه بالكذب لروايته الحديث ، ومثله عبد
الرازق بن همام الحافظ الصنعاني ، صاحب « المصنّف » المعروف ، وهو من كبار أهل
السنّة ، فإذا ذكروه قالوا : كان يتشيّع ، وقال أبو داود : وكان عبد الرازق يعرّض
بمعاوية ، وقال العجلي : ثقة يتشيّع[٢].
وهكذا هو ديدنهم في من يروي فضائل علي عليهالسلام ، ولعلّ اختلافهم
في تشيّع الحاكم النيسابوري ، وإصرار بعضهم على كونه شيعيّاً ، ليس بشيء إلاّ
لروايته فضائل علي عليهالسلام
، وقد أغفلها الشيخان في صحيحيهما ، فمتى تجد من يذكر فضائل علي ومناقبه ، ويطعن
على مخالفيه ، ويذكر معائبهم يوثّق ويأخذ بقوله؟!
هذا هو حال ابن أبي الحديد المعتزلي ، فهم
لا يعتبرونه لهذه العلّة التي عمّموها على كلّ من روى فضائل علي عليهالسلام ، لذا قال الشعبي :
ماذا لقينا من علي؟ إن أحببناه ذهبت دنيانا ، وإن بغضناه ذهب ديننا.
فلا عليك أيّها الأخ بعد ذلك في اعتبار
وعدم اعتبار الراوي ، أو الكتاب عند أهل السنّة ، بعد أن عرفت معيار جرحهم
وتعديلهم.