اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 196
(إبراهيم عبد الله. السعودية
...)
آية
عدم الاستغفار للمشركين لم تنزل في حقّه :
السوال
: هل صحيح أنّ آية : (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ
وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ)
نزلت في أبي طالب؟
الجواب : لا يخفى عليكم : أنّ معاوية بن
أبي سفيان انفق الكثير من بيت مال المسلمين في سبيل تزوير الأحاديث ، وتحريف
الآيات النازلة في حقّ أهل البيت عليهمالسلام
، فوضع في حقّ الإمام علي عليهالسلام
وأبيه أبي طالب عليهالسلام
الأراجيف والتهم انتقاماً منهما.
ومن تلك التهم التي وضعها هي : أنّ أبا
طالب عليهالسلام
مات مشركاً ، والنبيّ صلىاللهعليهوآله
كان يستغفر لعمّه ، فنزلت الآية الشريفة لتنهاه عن الاستغفار له ، وذلك من خلال
وضع الأحاديث المحرّفة في شأن نزول هذه الآية ، والتي ترويها بعض الكتب السنّية ، منها
: ما جاء في « صحيح البخاري » عن ابن المسيّب عن أبيه : إنّ أبا طالب لمّا حضرته
الوفاة ، دخل عليه النبيّ صلىاللهعليهوآله
، وعنده أبو جهل ، فقال : أي عم ، قل : لا اله إلاّ الله ، كلمة أحاج لك بها عند
الله ، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أُمية : يا أبا طالب ترغب عن ملّة عبد
المطّلب ، فلم يزالا يكلّمانه ، حتّى قال آخر شيء كلّمهم به : على ملّة عبد المطلب
، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله
: لاستغفرن لك ما لم أُنه عنه ، فنزلت : (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ
وَالَّذِينَ آمَنُواْ ...)[١].
وبهذا المضمون وردت روايات أُخرى
بأسانيد مختلفة.
والجواب عن هذه الشبهة ، تارة يقع عن
الحديث ، وأُخرى عن الآية.
أمّا الحديث ففيه : إنّ رواته ورواة
الأحاديث الأُخرى بين ضعيف ومجهول ومطعون به ، فالروايات إذاً ضعيفة السند ، خصوصاً
وأنّ راويها سعيد بن المسيّب ، الذي اختلف فيه اختلافاً كبيراً ، بين التعديل
والتجريح ، ومن