اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 190
وكذلك نكوص أبي بكر ، وافتتان الناس
واضطرابهم ، بل يصفهم في رواية : حتّى وهمّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم ... ، ولم
يفهموا رضا النبيّ صلىاللهعليهوآله
على حالهم كما يزعمون ، وإلاّ لما نكص وتأخّر أبو بكر لمّا وجد من قدرة النبيّ صلىاللهعليهوآله على أداء الصلاة ، ولكن
النبيّ صلىاللهعليهوآله
قد بيّن سابقاً ، وأنكر عليهم تلك الصلاة ، وهم بقوا على ما هم عليه مصرّين ، فبيّن
لهم إنكار فعلهم بترك الصلاة معهم ، وهو قادر على الأداء ، أرخى الستر ومات من
يومه صلىاللهعليهوآله
، فماذا بعد الحقّ إلاّ الضلال؟
ولكلامي هذا شاهد في عزل النبيّ صلىاللهعليهوآله لأبي بكر في حياته صلىاللهعليهوآله ، فقد روى سهل بن
سعد الساعدي : « أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
بلّغه أنّ بني عمرو بن عوف كان بينهم شيء ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله يصلح بينهم في
أُناس معه ، فحبس رسول الله صلىاللهعليهوآله
وحانت الصلاة ، فجاء بلال إلى أبي بكر فقال : يا أبا بكر إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قد حبس ، وقد حانت
الصلاة ، فهل لك أن تؤم الناس؟ قال : نعم إن شئت ، فأقام بلال ، وتقدّم أبو بكر ،
فكبّر للناس ، وجاء رسول الله صلىاللهعليهوآله
يمشي بين الصفوف حتّى قام في الصفّ ، فأخذ الناس في التصفيق ، وكان أبو بكر لا
يلتفت في صلاته ، فلمّا أكثر الناس التفت ، فإذا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فأشار إليه رسول
الله صلىاللهعليهوآله
يأمره أن يصلّي ، فرفع أبو بكر يديه فحمد الله ، ورجع القهقرى وراءه حتّى قام في
الصفّ ، فتقدّم رسول الله صلىاللهعليهوآله
فصلّى بالناس » [١].
فهذا الحديث يدلّ على جرأة أبي بكر في
إمامة الناس دون أمر النبيّ صلىاللهعليهوآله
أو حتّى علمه ، وإنكار النبيّ لفعله واضح من شقّه للصفوف ، وعدم إسكاته للناس حين
صفّقوا ، وأكثروا التصفيق بل فهموا كلّهم ، وفهم أبو بكر بأنّ النبيّ هو الذي يجب
أن يصلّي ، وأنّه غير راضٍ بهذه الصلاة ، بل استعان النبيّ صلىاللهعليهوآله بالمصلّين في
الإنكار على أبي بكر ، ولم يحاول الدخول من بيته كما