فالإحساس بمرور الزمن كما أسلفنا مرتبط بالمكان والسرعة ، وعند ما يموت الإنسان الموتة الأولى وهي موتة الحياة الدنيا ، لا يفنى منه إلا نفسه ، أما روحه فتنتقل إلى حياة أخرى هي الحياة الروحية بعد الموت وقبل البعث ، حيث تنتقل فيها الروح إلى مكان لا يعلمه إلا الله. أما سرعتها فقد حدّدها المولى بقوله : ( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) ( المعارج : ٤ ). وبما أن الروح هي العلة الأولى والمفتاح الأساسي لإحساسنا وإدراكنا للأشياء ومنها مرور الزمن ، لذلك يحسب الكافرون بأنهم لم يلبثوا إلا يوما أو بعض يوم ، أما الذين أوتوا العلم والإيمان فيعلمون تقدير المدة الحقيقة للزمن الذي انقضى بين موتهم وبعثهم كما جاء في قوله تعالى : ( وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ ، فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ ، وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) ( الروم : ٥٦ ).
( لمزيد من الشرح عن الحياة الروحية بعد الموت وقبل البعث ليرجع القارئ إلى كتابنا « من علم النفس القرآني » فصل الموت في المفهوم القرآني والمنظار العلمي ).
اسم الکتاب : من علم الفلك القرآني المؤلف : عدنان شريف الجزء : 1 صفحة : 146