اسم الکتاب : معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ المؤلف : محيسن، محمد سالم الجزء : 1 صفحة : 602
« أبي » بيتا
بعشرين دينارا وجهزني للحج ، فلما صرت إلى « المدينة المنورة » أتيت مجلس « مالك »
ومعي مسائل ، فأتيته وهو جالس في هيئة الملوك وغلمان قيام ، والناس يسألونه ، وهو
يجيبهم ، فقلت : ما تقول في كذا؟ فقال : حصلنا على الصبيان يا غلام احمله ، فحملني
كما يحمل الصبيّ ، وأنا يومئذ مدرك ، فضربني بدرّة مثل درّة المعلمين سبع عشرة
درّة ، فوقفت أبكي ، فقال : ما يبكيك أوجعتك هذه؟ قلت : إن « أبي » باع منزله ،
ووجّه بي أتشرف بك وبالسماع منك فضربتني ، فقال : اكتب ، فحدثني سبعة عشر حديثا ،
وأجابني عن المسائل » [١].
ويقول « الذهبي »
: لقد كان هشام بن عمّار من أوعية العلم ، وكان ابتداء طلبه للعلم وهو حدث قبل
السبعين ومائة ، وفيها قرأ « القرآن » على أيوب بن تميم ، وعلى الوليد بن مسلم
وجماعة [٢].
وقد كان « هشام بن
عمّار » من الذين أوقفوا حياتهم لتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام.
يقول « ابن الجزري
» : قد روى القراءة عن « هشام » ، أبو عبيد القاسم ابن سلام قبل وفاته بنحو أربعين
سنة ، وأحمد بن يزيد الحلواني ، وأحمد بن أنس ، وإسحاق بن أبي حسّان ، وأحمد بن
المعلّى ، وإبراهيم بن عباد ، وإسحاق بن داود ، وغيرهم كثير [٣].
لقد كان « هشام بن
عمّار » من رجال الحديث الثقات ، فقد وثقه يحيى ابن معين ، وابن الجنيد ، وأحمد
العجلي ، والنسائي. وقال « الدار قطني » : صدوق كبير المحلّ [٤].