اسم الکتاب : معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ المؤلف : محيسن، محمد سالم الجزء : 1 صفحة : 598
وكان « أبو هريرة
» رجلا آدم ، بعيد ما بين المنكبين ، أفرق الثنيتين ذا ضفيرتين.
عن « أبي هريرة » رضياللهعنه قال : « إن كنت لأعتمد على الأرض من الجوع ، وإن كنت لأشدّ الحجر على بطني من
الجوع. ، ولقد قعدت على طريقهم ، فمرّ بي « أبو بكر » فسألته عن آية في كتاب الله
، ما أسأله إلا ليستتبعني ، فمرّ ولم يفعل ، فمرّ « عمر » فكذلك ، حتى مرّ بي رسول
الله صلىاللهعليهوسلم ، فعرف ما في وجهي من الجوع ، فقال : « أبو هريرة »؟ قلت :
لبيك يا رسول الله ، فدخلت معه البيت ، فوجدنا « لبنا » في قدح ، فقال : « من أين
لكم هذا »؟ قيل : أرسل به إليك فلان ، فقال : « يا أبا هريرة ، انطلق إلى أهل
الصفة ، فادعهم » وكان أهل الصفة أضياف الاسلام ، لا أهل ، ولا مال ، إذا أتت رسول
الله صلىاللهعليهوسلم صدقة أرسل بها إليهم ، ولم يصب منها شيئا ، وإذا جاءته
هدية أصاب منها ، وأشركهم فيها ، فساءني إرساله إياي ، فقلت : كنت أرجو أن أصيب من
هذا اللبن شربة أتقوى بها ، وما هذا اللبن في أهل الصفة؟ ولم يكن من طاعة لله
وطاعة رسوله بدّ ، فأتيتهم فأقبلوا مجيبين ، فلما جلسوا ، قال : « خذ يا أبا هريرة
فأعطهم ، فجعلت أعطي الرجل ، فيشرب حتى يروى ، حتى أتيت على جميعهم ، وناولته رسول
الله صلىاللهعليهوسلم فرفع رأسه إليّ متبسما وقال : « بقيت أنا وأنت » قلت :
صدقت يا رسول الله ، قال : فاشرب فشربت ، فقال : « اشرب » فشربت ، فما زال يقول :
اشرب ، فأشرب ، حتى قلت : والذي بعثك بالحق ما أجد له مساغا ، فأخذ فشرب من الفضلة
ا هـ [١].
قال « البخاري » :
روي عن « أبي هريرة » ثمان مائة حديث أو أكثر.
وقال « أبو سعيد
الخدري » : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : « أبو هريرة وعاء من العلم » ا هـ [٢].
[١] أخرجه البخاري ،
انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٥٩١.
[٢] أخرجه الحاكم ،
انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٥٩٦.
اسم الکتاب : معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ المؤلف : محيسن، محمد سالم الجزء : 1 صفحة : 598