اسم الکتاب : معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ المؤلف : محيسن، محمد سالم الجزء : 1 صفحة : 483
الحسن بن شنبوذ ، وإليه
نسب لكثرة ملازمته له ، ومحمد بن موسى الزينبي وموسى ابن عبد الله الخاقاني »
وغيرهم كثير [١].
منح الله سبحانه
وتعالى « أبا الفرج الشنبوذي » ذاكرة قوية حافظة ، فحفظ الكثير ، وتعلم الكثير ،
وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : « سمعت « أبا الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي
الصيرفيّ » يذكر « أبا الفرج الشنبوذي » فعظم أمره ووصف علمه بالقراءات ، وحفظه
للتفسير ، وقال : سمعته يقول : أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقراءات » ا هـ
[٢].
من هذا يتبين بما
لا يدع مجالا للشك بأن « أبا الفرج الشنبوذي » كان واسع العلم كثير المعرفة ، وقد
شهد بذلك العلماء ، قال « عبد العزيز بن علي المالكي » :
دخل « أبو الفرج »
غلام « ابن شنبوذ » على « عضد الدولة » زائرا فقال له : يا أبا الفرج ، إن الله
يقول : ( يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ
أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ )[٣] ونرى العسل يأكله المحرور فيتأذى به ، والله الصادق في
قوله؟ قال : أصلح الله الملك ، إن الله لم يقل فيه الشفاء للناس بالألف واللام
الذين يدخلان لاستيفاء الجنس ، وإنما ذكره منكرا فمعناه فيه شفاء لبعض الناس دون
بعض [٤].
وأقول : لقد ثبت
بما لا يدع مجالا للشك بعد تجارب متعددة قام بها العلماء المختصون بأن عسل النحل
قاتل للجراثيم قاهر لها ، ولم ينتبه الكثيرون إلى ذلك إلا خلال القرن الحالي حيث
بدأت الأخبار ترد من أنحاء العالم وهي تفيد بأن عسل النحل فيه كثير من أعاجيب الطب
الوقائي ، والعلاجي.