اسم الکتاب : معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ المؤلف : محيسن، محمد سالم الجزء : 1 صفحة : 339
كما كان رضياللهعنه من الذين يتمثلون قول الرسول صلىاللهعليهوسلم « من رأى منك منكرا فليغيره بيده ، فمن لم يستطع فبلسانه ،
فمن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ».
فعن « إسحاق بن
قبيصة بن ذؤيب » عن أبيه ، أن « عبادة بن الصامت » ، أنكر شيئا على « معاوية »
فقال : لا أساكنك بأرض ، فرحل إلى « المدينة المنورة » فقال له « عمر » رضياللهعنه وهو خليفة المسلمين حينئذ : « ما أقدمك »؟ فأخبره بفعل « معاوية » فقال له :
« ارحل إلى مكانك ، فقبّح الله أرضا لست فيها ، وأمثالك ، فلا إمرة له عليك » [١].
ولما استشهد « عمر
» رضياللهعنه ، وتولى أمر المسلمين « عثمان بن عفان » رضياللهعنه ، كتب « معاوية » إلى « عثمان » : أن « عبادة بن الصامت » قد أفسد عليّ «
الشام » وأهله ، فإما أن تكفه إليك ، وإما أن أخلّي بينه وبين الشام.
فكتب إليه « عثمان
» : أن رحّل « عبادة » حتى ترجعه إلى داره « بالمدينة » قال : فدخل على « عثمان »
فلم يفجأه إلا به وهو معه في الدار ، فالتفت إليه فقال : يا عبادة ما لنا ولك؟
فقام « عبادة » بين ظهراني الناس ، فقال : سمعت رسول الله عليه وسلّم يقول : «
سيلقى أموركم بعدي رجال يعرّفونكم ما تنكرون ، وينكرون عليكم ما تعرفون ، فلا طاعة
لمن عصى ، ولا تضلوا بربكم » ا هـ [٢].
ولقد أحب الرسول صلىاللهعليهوسلم « عبادة » حبا كثيرا ، والدليل على ذلك ما يلي : قال محمد بن سابق ، حدثنا
حشرج بن نباتة ، عن موسى بن