اسم الکتاب : معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ المؤلف : محيسن، محمد سالم الجزء : 1 صفحة : 214
« الحسن بن الحسين
الصواف ، والفضل بن مخلد الرقاق ، والحسين بن شريك ، وآخرون » [١].
وكما أقبل طلاب
العلم على « أبي حمدون » لتلقي القرآن الكريم ، أقبلوا عليه أيضا لسماع حديث
الرسول صلىاللهعليهوسلم. وقد حدث عنه الكثيرون منهم : إسحاق بن سنين الختّلي ،
وسليمان بن يحيى الضبي ، والقاسم بن أحمد المعشري ، وأبو العباس بن مسروق ، وغيرهم
[٢].
وكان « أبو حمدون
» من الزهاد القانعين ، وفي هذا المعنى يقول « الذهبي » : « وقد كان « أبو حمدون »
على قدم عظيم من التقلل ، والقناعة ، والعبادة ، بلغنا أنه كان يلتقط المنبوذ ـ أي
ما يلقيه الناس استغناء عنه ـ ويتقوّت به » [٣].
وذكر الخطيب
البغدادي في « تاريخه » : أن « أبا حمدون » كانت له صحيفة فيها أسماء ثلاث مائة
نفس من أصحابه ، يدعو لهم كل ليلة ، فنام عنهم ليلة فقيل له في النوم : « كم تسرج
مصابيحك »؟ قال : فقعد ودعا لهم » ا هـ [٤].
توفي « أبو حمدون
» في حدود سنة أربعين ومائتين من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن ، وسنة
النبي عليه الصلاة والسلام. رحم الله « أبا حمدون » رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل
الجزاء.