اسم الکتاب : معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 71
أطول وأهم ما ورد في
هذا الموضوع ، باعتباره من المسائل التي اُثيرت بقوة في ذلك الوقت ، بحيث كانت سبباً للاختلاف بين أصحابه عليهالسلام إلى حدّ الفرقة والتقاطع والعداوة ، فوضع الإمام عليهالسلام
النقاط على الحروف في هذه المسألة الحساسة ، مستدلاً على المنزلة بين المنزلتين من آي الكتاب الكريم والحديث الشريف [١].
٦
ـ الهداية والضلالة والسعادة والشقاوة :
على ضوء ما تقدم من نسبة الأفعال اختلفت
الفرق في تحديد جهة صدور الهداية والضلال ، والطاعة والمعصية ، والسعادة
والشقاوة ، فذهب بعض المفسرين والمحدّثين إلى أنّ الله تعالى هو مصدر ذلك
كله ، والعبد لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرّاً ، فإذا أراد الله هداه ، وإذا
أراد أضله ، وذهب آخرون إلى العكس من هذا التصور ، فتصدّى أهل البيت عليهمالسلام
لهذين الاتجاهين مبينين أنّ كلّ هداية هي من الله تعالى ، وكلّ ضلالة هي من
العبد نفسه ، وأن كليهما يجريان على الإنسان باختياره وقراره.
عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر
الباقر عليهالسلام
، قال : « سألته عن معنى لا حول ولا قوّة إلّا بالله. فقال : معناه لا حول لنا عن
معصية الله إلّا بعون الله ، ولا قوّة لنا على طاعة الله إلّا بتوفيق الله عزّوجلّ
» [٢].
وعن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال : « سألت
أبا عبد الله جعفر بن