اسم الکتاب : معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 65
ومن موارد التصحيح في هذا الاتجاه ما
رواه الكاهلي ، قال : « كتبت إلى أبي الحسن عليهالسلام
في دعاء : الحمد لله منتهى علمه. فكتب إلي : لا تقولن منتهى علمه ، ولكن قل منتهى رضاه
» [١]. فعلم الله ليس
له نهاية ولا تحدّه حدود.
البداء
:
مما تقدم تبين أن علمه تعالى محيط بكل
شيء ، فلا تخفى عليه خافية في السماوات ولا في الأرض ، وهو سبحانه عالم
بمصير الأشياء كلّها غابرها وحاضرها ومستقبلها ، وعالم بالجزئيات كعلمه
بالكليات ، وعلمه بالمعدوم كعلمه بالموجود ، وعلمه هذا أزلي قديم لا يتصور
فيه الظهور بعد الخفاء ولا العلم بعد الجهل ، قال تعالىٰ : (
إِنَّ اللهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ )[٢].
وعلى هذا الأساس نفى أئمة أهل البيت عليهمالسلام البَداء بمعنى ظهور
الشيء بعد خفائه ، لما يترتب عليه من نسبة الجهل إلى الله ، وهو عين الكفر ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
روى ابن سنان عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : «
إنّ الله يقدم ما يشاء ، ويؤخر ما يشاء ، ويمحو ما يشاء ، ويثبت ما يشاء ، وعنده أم الكتاب.
وقال عليهالسلام
: لكل
أمر يريده الله فهو في علمه قبل أن يصنعه ، وليس شيء يبدو له إلّا وقد كان في