اسم الکتاب : معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 64
٤
ـ علمه تعالى :
من المسائل التي كثر الجدل عنها فيما
يتعلق بعلمه سبحانه ، هي مسألة علمه بالأشياء قبل خلقها أو بعد ذلك ، وهل
يجوز ظهور الأمر له تعالى بعد أن كان خافياً عليه ، وقد أجاب أهل البيت عليهمالسلام
بأنّ الله تعالى عالم بمصير الأشياء كلّها غابرها وحاضرها ومستقبلها ،
وعلمه هذا أزلي قديم لا يتصور فيه الظهور بعد الخفاء ، ولا العلم بعد الجهل
، ومن ذلك ما رواه جعفر بن محمد بن حمزة ، قال : « كتبت إلى الرجل عليهالسلام
أسأله : أن مواليك اختلفوا في العلم ، فقال بعضهم : لم يزل الله عالماً قبل
فعل الأشياء ، وقال بعضهم : لا نقول : لم يزل الله عالماً ؛ لأن معنى يعلم
يفعل ، فإن أثبتنا العلم فقد أثبتنا في الأزل معه شيئاً ، فإن رأيت ـ
جعلني الله فداك ـ أن تعلّمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه ؟ فكتب عليهالسلام
بخطه : لم
يزل الله عالماً تبارك وتعالى ذكره » [١].
وعن أيوب بن نوح : « أنه كتب إلى أبي
الحسن عليهالسلام
يسأله عن الله عزّوجلّ ، أكان يعلم الأشياء قبل أن خلق الأشياء وكوّنها ،
أو لم يعلم ذلك حتى خلقها وأراد خلقها وتكوينها ، فعلم ما خلق عندما خلق ،
وما كوّن عندما كوّن ؟ فوقع بخطه : لم يزل الله عالماً بالأشياء قبل أن يخلق
الأشياء ، كعلمه بالأشياء بعدما خلق الأشياء
» [٢].