اسم الکتاب : معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 61
المشبّهون الله تبارك
وتعالى بخلقه ، المفترون
على الله ، واعلم ـ رحمك الله ـ أنّ المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به
القرآن من صفات الله عزّوجلّ ، فانْفِ عن الله البطلان والتشبيه ، فلا نفي
ولا تشبيه ، هو الله الثابت الموجود ، تعالى الله عمّا يصفه الواصفون ، ولا
تَعْدُ القرآن فتضِلَّ بعد البيان
» [١].
فلقد أراد عليهالسلام
أن يقول للسائل أن لا يستغرق في الجدل الكلامي عندما يتحدث عن الله سبحانه ،
وطلب إليه أن يقرأ كتاب الله اذا أراد معرفة خالقه ، وإلا فهو الضلال
المبين.
وعن سهل بن زياد ، قال : « كتب إلى أبي
محمد عليهالسلام
: قد اختلف يا سيدي أصحابنا في التوحيد ، فمنهم من يقول هو جسم ، ومنهم من
يقول هو صورة ، فإن رأيت يا سيدي أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه ،
فعلت متطولاً.
فوقّع بخطّه عليهالسلام : سألت عن
التوحيد ، وهذا منكم معزول ، الله واحد أحد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن
له كفواً أحد ، خالق وليس بمخلوق ، يخلق تبارك وتعالى ما يشاء من الأجسام
وغير ذلك وليس بجسم ، ويصور ما يشاء وليس بصورة ، جلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه
أن يكون له شبه ، هو لا غيره ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
» [٢].
ولأجل تعميق هذه المبادئ في النفوس ، أمروا
شيعتهم بمقاطعة