responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى    الجزء : 1  صفحة : 6

الكثير منها متَّبعاً إلى اليوم ، ذلك لأنّ مهمّة إصلاح المجتمع كانت واحدة من أهم مهمّات الأئمّة الطاهرين من أهل بيت النبوّة الذين أُوتوا علماً وفهماً واستيعاباً للشريعة ، بأصولها وفروعها .. وعلى الرغم من الظروف القاسية التي عاشها كلّ واحد منهم عليهم‌السلام ، حيث الضغط السياسي المطبق ، والسعي السلطوي الحثيث لفرض طوق من الحصار الاجتماعي والثقافي من حولهم ، إلّا أنّهم أولوا هذه المهمّة ما تستحقّه من العناية على الدوام ، وكانت مهمّة صعبة ، عديدة المداخل ، حيث تزايد عدد المشتغلين بعلوم الشريعة ، وتعدّدت مدارسهم واتّجاهاتهم ، ونشطت ـ إلى جانب ذلك ـ حركة التدوين في شتى العلوم والمعارف ، وتبلور العديد من المذاهب الكلامية ، وربّما سبقتها ظهوراً ، فتميّزت مذاهب : الارجاء ، والجبر ، والاعتزال ، والتفويض ، وظهرت مذاهب فقهية منسوبة إلى أصحابها من الفقهاء ، لاسيّما في المدينة والعراق ومصر كما انفتقت في ذلك العهد المبكّر نسبياً جملة من الحركات الغالية التي نسبت إليهم عليهم‌السلام صفات من صفات الإلٰه جلّ وعلا ، إضافة إلى فرق أخرى انشقّت عن مدرسة أهل البيت نفسها ؛ كالفطحية ، والإسماعيلية ، والواقفة ، وغيرها.

فالفضاء الفكري الذي ساد في عصور الأئمّة عليهم‌السلام مزدحم إذن بأنماط مختلفة من الرؤوس والأفكار والاجتهادات.. وفي جميع هذه الميادين لابدّ أن تكون لأئمّة أهل البيت عليهم‌السلام كلمتهم ، وإرشادهم ، وإضاءتهم ، وتقويمهم وتقييمهم ، إتماماً لهدف الإمامة وغايتها ، ولمهمّة الهداية وأبعادها.

وهذه الدراسة الوجيزة تسلّط الضوء على بعض جوانب ومصاديق هذا الجهد الكبير ، الذي تتطلّب الإحاطة به سبرا واستقصاءً تفصيليين لتاريخ علوم الشريعة وما يتّصل بها ، منذ البداية الأولى ، مع تغطية سائر مراحل النموّ والتطوّر.. راجين أن يكون هذا الإسهام الذي يقدّمه مركزنا للقارئ خطوة على الطريق. والله من وراء القصد ، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

مركز الرسالة

اسم الکتاب : معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست