اسم الکتاب : معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 59
وعن أبي عبد الله عليهالسلام وقد قال رجل عنده :
الله أكبر ، فقال : الله أكبر من أيّ شيء ؟ فقال : من كلّ شيء. فقال أبو عبد الله عليهالسلام : حدّدته.
فقال الرجل : كيف أقول ؟ قال : قل : الله أكبر من أن يُوصَف
» [١].
وهنا يمارس الإمام عليهالسلام عملية
تصحيح
للمقولة ، وما أكثر الناس الذين يقولون : الله أكبر من كل شيء ! فيجعلون
لله تعالى حدّاً من حيث لا يشعرون ، من هنا جاء في الحديث الشريف : « الشرك أخفى من
دبيب النمل ».
وعن أبي الصلت الهروي ، عن أبي الحسن
الرضا عليهالسلام
، قال : يابن رسول الله ، إن قوماً يقولون : لم يزل عالماً بعلم ، وقادراً بقدرة ، وحياً بحياة
، وقديماً بقدم ، وسميعاً بسمع ، وبصيراً ببصر ؟ فقال عليهالسلام
: من
قال ذلك ودان به ، فقد اتخذ مع الله آلهة اُخرى ، وليس من ولايتنا على شيء.
ثم قال عليهالسلام
: لم
يزل الله عزّوجلّ عليماً ، قادراً ، حياً ، قديماً ، سميعاً ، بصيراً لذاته ، تعالى
عما يقول المشركون والمشبهون علواً كبيراً
» [٢].
٢
ـ تنزيه الذات عن مقولات المشبهة والمعطلة :
يختلف الرأي في صفات الذات بين
المتكلمين ، فمنهم من يثبت الصفات البشرية على الذات الإلهية ، كامتلاك
الجارحة ، والنزول والانتقال من مكان إلى مكان ، والجلوس على العرش ،
وهؤلاء هم المشبهة ، ومنهم من يذهب إلى تعطيل العقول عن المعرفة ، وهم
المعطّلة ، وإزاء ذلك دعا