اسم الکتاب : معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 58
كيف
وصف أهل البيت عليهمالسلام الذات الإلهية ؟
على ضوء ما تقدم مارس آل البيت عليهمالسلام التصحيح في هذا
الاطار بكلمات منتزعة من ألفاظ الكتاب الكريم وسنة المصطفى صلىاللهعليهوآله
، محذرين من رواسب الشرك ومقولات أهل البدع والأوهام الباطلة المستندة إلى تقديرات العقول.
فمن كلام لأمير المؤمنين عليهالسلام وقد سأله ذعلب
اليماني : « هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين ؟ فقال عليهالسلام
: أفأعبد
ما لا أرى ؟ فقال : وكيف تراه ؟
فقال : لا
تراه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه القلوب بحقائق الايمان. قريب من
الأشياء غير ملامس ، بعيد منها غير مباين ، متكلّم لا بروّية ، مريد لا
بهمّة ، صانع لا بجارحة ، لطيف لا يوصف بالخفاء ، كبير لا يوصف بالجفاء ،
بصير لا يوصف بالحاسة ، رحيم لا يوصف بالرقة ، تعنو الوجوه لعظمته ، وتجب
القلوب من مخافته » [١].
وعن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « قلت : جعلت
فداك ، يزعم قوم من أهل العراق أنه يسمع بغير الذي يبصر ، ويبصر بغير الذي يسمع ؟ قال : فقال : كذبوا وألحدوا ، وشبّهوا ، تعالى الله عن ذلك ،
إنه سميع بصير ، يسمع بما يبصر ، ويبصر بما يسمع.
قال : قلت : يزعمون أنه بصير على ما
يعقلونه. قال : فقال : تعالى الله ، إنما يعقل ما كان بصفة المخلوق ، وليس الله كذلك
» [٢].