اسم الکتاب : معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 19
يقولون إنّها في
القيامة. قال عليهالسلام
: ليس
كما يقولون ، إنّ ذلك في الرجعة ، أيحشر الله في القيامة من كلِّ أُمّة فوجاً ويدع الباقين ؟ إنّما آية القيامة قوله
: ( وَحَشَرْنَاهُمْ
فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا )
» [١].
٤
ـ مسألة خلق القرآن :
ابتدعت هذه المقولة إبّان الحكم العباسي
، وبالتحديد في زمان المأمون ، الذي فرضها بالقوة ، وامتحن القضاة
والمحدثين بها ، وقيل : إنّه أثارها بسبب تبنيه مذهب الاعتزال ، وقيل :
للقضاء على خصومه ، حيث قتل خلقاً كثيراً من جرائها ، وفتك بوحشية وقسوة
بكل من عارضها أو أبدى حياداً حولها ، وانتشرت بسببها المزيد من الأحقاد
والأضغان بين المسلمين.
وكان جواب الأئمّة عليهمالسلام
المعاصرين لتلك
المحنة واضحاً ، يقوم على اعتبار الجدال في القرآن بدعة ، مع التفريق بين
كلام الله تعالى وبين علمه ، فكلامه تعالى محدث وليس بقديم ، قال تعالى : (
مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ )[٢] ، وأما علمه
فقديم قدم ذاته المقدسة ، وهو من الصفات التي هي عين ذاته.
روى الشيخ الصدوق بالإسناد عن محمد بن
عيسى بن عبيد اليقطيني ، قال : «كتب علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا إلى بعض
[١]تفسير القمي ١ :
٢٤ ، مختصر بصائر الدرجات / الحسن بن سليمان : ٤١ ، والآية من سورة الكهف : ١٨ / ٤٧.